تعافي أسعار النفط بعد خسائر استمرت لجلساتين متتاليتين، مدعومًا بالبيانات الأمريكية ومخاوف الأسواق من ركود اقتصادي عالمي

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات يوم الخميس بعد تراجعها في الجلستين السابقتين، حيث ساهمت البيانات الأمريكية الصادرة حول مبيعات التجزئة في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن ركود الاقتصاد الأمريكي. هذه البيانات عززت التوقعات بشأن الطلب على النفط في أكبر مستهلك للخام في العالم، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتأثيرها المحتمل على إمدادات النفط العالمية

تداولات النفط

في تداولات يوم الخميس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر بنسبة 2.01% لتصل إلى 81.36 دولار للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم سبتمبر بنسبة 2.04% لتسجل 78.56 دولار للبرميل، بعد انخفاضها بأكثر من 3% في الجلستين الماضيتين

جاء ارتفاع أسعار النفط بعد صدور بيانات أمريكية أظهرت ارتفاعًا أقل من المتوقع في أسعار المستهلكين خلال الشهر الماضي، مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب في سبتمبر، مما قد يؤدي إلى تخفيف السياسة النقدية الداعمة للاقتصاد، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الطلب على النفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم

كما ساهمت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية في تعزيز ثقة المستثمرين بشأن وضع الاقتصاد الأمريكي، حيث أظهرت البيانات ارتفاعًا كبيرًا في مبيعات التجزئة والطلب، مما دعم أسعار النفط رغم البيانات السلبية من الصين، التي أشارت إلى تراجع الطلب على النفط من أكبر مستورد للخام في العالم بعد الاتحاد الأوروبي

وفي الصين، أظهرت البيانات الحكومية انخفاض الطلب الواضح على النفط بنسبة 8% في يوليو مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، بسبب تراجع الطلب على البنزين نتيجة زيادة استخدام الوقود النظيف. جاء هذا الانخفاض بعد أن خفضت أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2024 في تقريرها الشهري، بينما أظهرت بيانات وكالة الطاقة الدولية أن السوق قد يشهد فائضًا في الربع القادم إذا استمرت أوبك+ في تنفيذ خطتها الإنتاجية الحالية

وفي سياق آخر، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في مؤتمر صحفي إنه لا يتوقع أن تؤدي محادثات وقف إطلاق النار في غزة إلى اتفاق قريب. كما أن تصاعد المخاوف بشأن هجوم إيراني محتمل على الأراضي الفلسطينية المحتلة زاد من القلق بشأن استقرار إمدادات النفط من المنطقة، مما ساهم في توسيع مكاسب أسعار النفط