هبوط أسعار الخام مع استمرار الضبابية حول العقوبات الأمريكية وخطط «أوبك بلس» للإنتاج

تراجع أسعار النفط وسط مخاوف العقوبات الأمريكية وتوقعات زيادة إنتاج «أوبك بلس

انخفضت أسعار النفط بنحو 2% خلال تعاملات الثلاثاء، لتسجل ثالث تراجع يومي متتالٍ، مع استمرار الأسواق في تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الأخيرة على شركتي «لوك أويل» و«روسنفت» الروسيتين، وما قد تتركه من آثار على الإمدادات العالمية، في ظل مؤشرات على احتمال اتجاه تحالف «أوبك+» نحو زيادة جديدة في الإنتاج خلال الفترة المقبلة.

في ختام الجلسة، تراجع خام برنت بمقدار 1.22 دولار أو ما يعادل 1.9% ليغلق عند 64.40 دولاراً للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.16 دولار أو بنسبة 1.9% ليستقر عند 60.15 دولاراً للبرميل. وجاء هذا التراجع بعد أسبوع حقق فيه الخامان أكبر مكاسب أسبوعية منذ يونيو، إثر فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا استهدفت للمرة الأولى خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب شركتين محوريتين في قطاع الطاقة الروسي.

وبينما أثارت العقوبات في بدايتها مخاوف من اضطرابات في الإمدادات، ساهمت تصريحات رسمية أوروبية في تهدئة الأسواق، إذ أكد وزير الاقتصاد الألماني أن واشنطن قدّمت ضمانات مكتوبة باستثناء أصول «روسنفت» في ألمانيا من القيود، ما يشير إلى نهج أكثر مرونة في تنفيذ العقوبات. وفي هذا السياق، أوضح فيل فلين، كبير المحللين في «برايس فيوتشرز غروب»، أن الإعفاء الممنوح لألمانيا يعكس وجود مساحة للمناورة السياسية، مما حدّ من القلق بشأن تشديد الإمدادات ودفع الأسواق إلى تداول أكثر حذراً.

من جهته، أكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أن تأثير العقوبات الأمريكية على إمدادات النفط العالمية سيكون محدوداً، في ظل وجود طاقات إنتاج احتياطية لدى بعض المنتجين. وفي المقابل، أعلنت شركة «لوك أويل» نيتها بيع أصولها الدولية في خطوة تعد الأكبر منذ فرض العقوبات الغربية على موسكو عام 2022، علماً بأن الشركة تمثل نحو 2% من الإنتاج العالمي.

كما أفادت مصادر لوكالة «رويترز» أن المصافي الهندية أوقفت مؤقتاً طلبات شراء النفط الروسي في انتظار توضيحات رسمية بشأن العقوبات، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن «أوبك+» تدرس إقرار زيادة إنتاج محدودة خلال ديسمبر المقبل، وهو ما يعكس رغبة التحالف في تحقيق توازن بين استقرار الأسعار والحفاظ على حصص السوق.

وكان التحالف قد بدأ منذ أبريل الماضي في تقليص قيوده الإنتاجية تدريجياً بعد سنوات من التخفيضات، وسط تساؤلات حول حجم الطاقة الفائضة المتبقية لديه. وفي هذا الإطار، شدد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية على أن الطلب العالمي على النفط لا يزال قوياً، لافتاً إلى استمرار متانة الطلب الصيني رغم التطورات الجيوسياسية الأخيرة.

وفي جانب آخر، تتابع الأسواق عن كثب مستجدات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مع اقتراب القمة المرتقبة بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ المقرر عقدها في كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل. وقد أشار وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اتصال مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو إلى رغبة بلاده في التوصل إلى تفاهمات متبادلة تسهم في تخفيف التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.

كما ينتظر المستثمرون صدور بيانات معهد البترول الأمريكي بشأن مخزونات النفط الأمريكية في وقت لاحق من مساء الثلاثاء، بحثاً عن مؤشرات إضافية يمكن أن تحدد اتجاه الأسعار في المدى القريب، في وقت لا تزال فيه الأسواق متأرجحة بين ضغوط العقوبات وتوقعات الإمدادات المتزايدة من جانب «أوبك+