موجة صعود قوية تدفع الذهب إلى أعلى مستوى في تاريخه بزيادة تفوق 2%، والفضة تواصل الأداء القياسي

الذهب يسجل اختراقًا تاريخيًا بدعم من تصاعد المخاطر الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب موجة صعود قوية خلال تعاملات أمس الاثنين، بعدما قفز المعدن الأصفر بأكثر من 2% ليسجل مستوى تاريخيًا جديدًا، مدفوعًا بتنامي الطلب على أصول الملاذ الآمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا. وفي السياق ذاته، واصلت أسعار الفضة تحقيق مكاسب لافتة، مقتربة بدورها من أعلى مستوياتها على الإطلاق.

تداولات الذهب

وخلال تعاملات يوم الاثنين، ارتفع الذهب في السوق الفورية بنسبة 2.2% ليصل إلى 4,434.26 دولار للأونصة بحلول الساعة 1:54 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (18:54 بتوقيت غرينتش)، بعدما لامس في وقت سابق أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4,441.92 دولار للأونصة. كما أغلقت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير على ارتفاع بنسبة 1.9% عند 4,469.40 دولار للأونصة.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

ويبدو أن الدعم القريب الأجل لأسعار الذهب يأتي في المقام الأول من تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، إلى جانب عوامل فنية لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الاتجاه الصاعد. فقد تحركت الأسعار خلال الجلسات الماضية دون قممها التاريخية، قبل أن تشهد اختراقًا صعوديًا تقليديًا مدفوعًا بزخم فني قوي أعقب مرحلة تجميع إيجابية، في ظل تداولات اتسمت بانخفاض السيولة نتيجة موسم العطلات.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي فرض ما وصفه بـ«الحصار» على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل أو تغادر فنزويلا، وهي خطوة ساهمت في زيادة التوترات بين البلدين، وعززت المخاوف بشأن استقرار الإمدادات العالمية.

وعلى صعيد السياسة النقدية، تتجه أنظار الأسواق إلى احتمالية إقدام ترامب على تعيين رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول أوائل يناير المقبل، ليحل محل جيروم باول، الذي من المقرر أن يتقاعد في منتصف عام 2026. وتتابع الأسواق هذه التطورات عن كثب، وسط توقعات بأن يتبنى الرئيس الجديد نهجًا أكثر توافقًا مع توجهات ترامب الداعية إلى خفض أسعار الفائدة. وذكرت شبكة “سي إن بي سي” نقلًا عن مصادر مطلعة أن الإعلان عن المرشح قد يتم بالفعل في أوائل يناير كانون الثاني المقبل.

ومن المنتظر أن تغلق أسواق الأسهم والسندات في وول ستريت يوم الخميس المقبل، تزامنًا مع احتفالات أعياد الكريسماس في الولايات المتحدة وعدد من دول العالم.

الدولار الأمريكي وأداء الذهب

وفي المقابل، تراجع مؤشر الدولار الأميركي بحلول الساعة 20:18 بتوقيت غرينتش بنسبة 0.3% إلى 98.3 نقطة، بعدما سجل أعلى مستوى عند 98.7 نقطة وأدنى مستوى عند 98.2 نقطة، وهو ما وفر دعمًا إضافيًا لتحركات الذهب الصعودية.

ويُنظر إلى الذهب على نطاق واسع باعتباره أحد أبرز أصول الملاذ الآمن، إذ يزداد الإقبال عليه عادة في فترات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي. وقد ارتفعت أسعار المعدن الأصفر بأكثر من 69% منذ بداية العام، مسجلة أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1979، مدعومة بمشتريات قوية من البنوك المركزية، وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة، إلى جانب بيئة أسعار الفائدة المنخفضة