صعود أسعار النفط الخام مع نهاية الأسبوع الماضي نتيجة استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي، مدفوعة ببيانات التضخم الإيجابية الصادرة في الصين، والتي زادت من التفاؤل بشأن الطلب، وسط تزايد المخاوف حول استقرار الإمدادات العالمية نتيجة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة

تداولات النفط: خلال تداولات الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.60% لتصل إلى 79.42 دولار للبرميل. كما شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.65% لتسجل 76.51 دولار للبرميل. يُعد هذا أعلى مستوى يصل إليه كلا الخامين منذ يوم الجمعة السابق، ويبدو أن كلا العقدين في طريقهما لتحقيق أول مكاسب أسبوعية بعد أربعة أسابيع متتالية من الخسائر، بزيادة تقارب 2 دولار للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام: شهدت أسواق النفط تعافيًا ملحوظًا بعد التراجع الكبير في أسعار خام برنت يوم الاثنين، حيث تضافرت عدة عوامل لدعم الأسعار. أبرز هذه العوامل كان التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك توقف إنتاج حقل الشرارة في ليبيا، واستمرار السحب من مخزونات النفط الأمريكية للأسبوع السادس على التوالي، مما عزز المخاوف بشأن نقص الإمدادات العالمية

كما لعبت الصين دورًا رئيسيًا في هذا الانتعاش، حيث أظهرت بيانات اقتصادية حديثة تعافي الطلب على النفط، مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5% في يوليو، متجاوزًا التوقعات. تحسن الطلب على وقود الطائرات في الصين كان أيضًا عاملًا إيجابيًا، مما دعم ارتفاع الأسعار على مدى ثلاثة أيام متتالية

تحسنت معنويات السوق بعد تراجع الأسواق الآسيوية، حيث قدمت بيانات التضخم الصينية إشارات اقتصادية إيجابية. وعلى الرغم من ارتفاع الأسهم الصينية، حذر المحللون من أن زيادة الأسعار كانت نتيجة اضطرابات الطقس في الإمدادات الغذائية، وليس بالضرورة نتيجة لزيادة الطلب الاستهلاكي

في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات سوق العمل مرونة، حيث انخفضت طلبات إعانة البطالة الجديدة بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما خفف من بعض المخاوف من ركود محتمل. ورغم أن ارتفاع الدولار الناتج عن هذه البيانات قد يضغط على أسعار النفط بجعلها أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، إلا أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وخاصة بعد تصاعد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة والمخاوف من انتقام إيراني محتمل، ساهمت في رفع أسعار النفط وزيادة القلق بشأن استقرار الإمدادات العالمية