صعود أسعار النفط الخام عالمياً مع تصعيد المواجهة بين إيران وإسرائيل ومخاوف الأسواق من تهديد إمدادات الشرق الأوسط

ارتفاع أسعار النفط الخام وسط استمرار التوترات الجيوسياسية

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا يوم الخميس بعد تصعيد إسرائيل لهجتها ضد إيران، مما أثار المخاوف حول احتمال تعرّض إمدادات النفط من المنطقة الغنية للتهديد

تداولات النفط
خلال جلسة تداول الخميس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.6% إلى 75.44 دولارًا للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.7% إلى 71.26 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام
لعبت المخاوف من تصاعد الصراع دورًا رئيسيًا في دعم أسعار النفط خلال الأشهر الماضية، إذ أضاف التجار علاوة مخاطرة للخام بسبب احتمال استهداف إسرائيل للبنية التحتية النفطية والنووية الإيرانية. وقد كثفت إسرائيل هجماتها على حماس وحزب الله هذا الأسبوع، مما دفع الطرفين للرد. يأتي هذا التصعيد رغم محاولات الولايات المتحدة تعزيز جهود السلام في الشرق الأوسط قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر
وفي ظل توقعات بزيادة التوترات، أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بتصريحات موجهة لقواته الجوية، مشيرًا إلى أن العالم سيشهد قوة إسرائيل بعد ضربة محتملة لإيران، وذلك بعد الهجوم الذي وقع في الأول من أكتوبر، والذي يُعد ثاني هجوم كبير لطهران على إسرائيل خلال ستة أشهر

تراجع الأسعار بسبب مخاوف ضعف الطلب
في المقابل، شهدت أسعار النفط خسائر ملحوظة خلال الأسبوعين الماضيين وسط مخاوف متزايدة من تباطؤ الطلب العالمي. وزادت هذه المخاوف بعد صدور بيانات تُظهر استمرار نشاط الأعمال في منطقة اليورو في حالة انكماش، حيث تراجع الطلب الداخلي والخارجي رغم استقرار أسعار المنتجات. وارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب لمنطقة اليورو إلى 49.7 في أكتوبر من 49.6 في سبتمبر، ولكنه بقي دون مستوى 50 الذي يفصل بين النمو والانكماش للشهر الثاني على التوالي

وفي ألمانيا، انكمش نشاط الأعمال في أكتوبر بدرجة أقل من الشهر السابق، بينما شهد قطاع الخدمات في فرنسا أكبر انكماش له منذ سبعة أشهر. أما في بريطانيا، فسجلت الشركات أبطأ نمو لها خلال 11 شهرًا. ومن المتوقع أن يُظهر النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، المقرر صدوره لاحقًا، دعمًا إضافيًا بفضل قوة قطاع الخدمات

أخيرًا، قد تعزز أي مؤشرات جديدة على قوة الاقتصاد الأمريكي التوقعات بتباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وهي الفكرة التي أثرت سلبًا على أسواق النفط في الأسابيع الأخيرة. ومع استمرار سلسلة خسائر النفط الخام التي دخلت شهرها الثالث، يتوقع أن تستمر التحديات حتى نهاية العام بسبب ضعف أساسيات العرض والطلب، مع استمرار التركيز على الضغوط الجيوسياسية في الشرق الأوسط أو أي تحفيز محتمل من الصين