تراجع خام النفط مع تصاعد المبادرات الأمريكية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

تراجع أسعار النفط الخام مع توقعات تهدئة الحرب الروسية الأوكرانية

انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الأربعاء على خلفية تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة تكثف جهودها للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب الروسية الأوكرانية، عبر إطار عمل مقترح تسعى واشنطن لدفع الأطراف المعنية إلى قبوله.

تداولات النفط الخام
شهدت عقود خام برنت الآجلة تراجعًا بنحو 1.38 دولار أو 2.13% لتسجل 63.51 دولاراً للبرميل عند الساعة 1:54 بعد الظهر بالتوقيت الشرقي، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.34 دولار أو 2.21% إلى 59.14 دولاراً للبرميل. ويواصل الخامان مواجهة ضغوط بيعية وسط ترقب الأسواق للتطورات الجيوسياسية.

العوامل المؤثرة على السوق
ذكرت مصادر لـ”رويترز” أن الولايات المتحدة أبلغت الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بضرورة قبول الإطار الأميركي لإنهاء الحرب، والذي يتضمن تنازلات من أوكرانيا بشأن بعض الأراضي والأسلحة. ويرى محللون أن إنهاء النزاع قد يفتح الطريق أمام زيادة تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق، ما يعزز المخاوف من فائض المعروض. وتشير التقديرات إلى أن المخزون النفطي العائم والمخزونات الخاضعة للعقوبات قد يدفع الأسعار نحو مستويات قرب 50 دولاراً للبرميل حال دخول المزيد من النفط الروسي المعاقب إلى السوق.

وفي سياق العقوبات، فرضت واشنطن الشهر الماضي قيودًا على شركتي Rosneft وLukoil الروسيتين، مع تحديد 21 نوفمبر كمهلة نهائية لإنهاء التعاملات معهما. وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن هذه الإجراءات قد أثرت على إيرادات روسيا النفطية وقد تحد من كمية النفط المتاحة للبيع مستقبلاً. ومع اقتراب الموعد النهائي للعقوبات، يرى المحللون أن التركيز سينتقل إلى أساسيات السوق أكثر من المخاطر الجيوسياسية.

وفي المقابل، نفى نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أي تأثير للعقوبات على إنتاج بلاده النفطي، مؤكدًا أن روسيا ستحقق حصتها ضمن اتفاقية أوبك+ بحلول نهاية العام أو مطلع العام المقبل.

تأثير البيانات الأميركية على الأسعار
ساهم تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية في الحد من الخسائر، حيث أظهر سحبًا أكبر من المتوقع من مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي، نتيجة زيادة تشغيل المصافي وارتفاع الصادرات. في الوقت نفسه، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 4.4 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 18 نوفمبر، مقارنة مع زيادة قدرها 1.3 مليون برميل في الأسبوع السابق. كما ارتفعت مخزونات البنزين بـ1.55 مليون برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير بـ577,000 برميل.

وجاء هذا الارتفاع في المخزونات في وقت تشير فيه توقعات العرض العالمية إلى احتمال فائض في أوائل عام 2026، مع استمرار المنتجين في الحفاظ على مستويات الإنتاج مرتفعة، في حين تحذر الوكالات الدولية من أن نمو الطلب قد لا يكون كافياً لاستيعاب المعروض المتاح