تداول أسعار الذهب في نطاقات ضيقة عقب خفض الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب تداولات محدودة النطاق يوم الخميس، متراجعة من مستوياتها القياسية بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مع تبني موقف أكثر تحفظاً تجاه وتيرة التيسير النقدي المقبلة

ارتفع الذهب الفوري بشكل طفيف بنسبة 0.2% ليسجل 3,666.55 دولار للأونصة، في محاولة للتماسك بعد خسائر قاربت 1% خلال الجلسة السابقة حين بلغ المعدن مستوى قياسياً جديداً عند 3,707.40 دولار للأونصة. وفي المقابل، انخفضت عقود الذهب الأمريكية تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% إلى 3,700.60 دولار للأونصة.

على صعيد السياسة النقدية، خفّض الفيدرالي سعر الفائدة المرجعي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 4.00% و4.25%، في أول خفض منذ ديسمبر الماضي. وأظهر مسؤولو السياسة النقدية توقعاتهم لإجراء خفضين إضافيين خلال العام الحالي، مع خفض واحد فقط في عام 2026، ما يعكس نهجاً حذراً

رئيس الفيدرالي جيروم باول أوضح أن هذه الخطوة تمثل “إجراءً لإدارة المخاطر” في ظل ضعف سوق العمل وارتفاع مخاطر التوظيف، مؤكداً أن القرارات المقبلة ستُبنى على أساس كل اجتماع على حدة، وهو ما يقلل من احتمالية تبني سياسة تيسير قوية. وبحسب محللي أي إن جي، يرى الفيدرالي أن ثلاثة تخفيضات إضافية ستكون كافية لدعم النمو وتعافي سوق العمل، غير أن الأسواق تبقى متحفظة إزاء هذه التقديرات

في موازاة ذلك، صعد مؤشر الدولار بنسبة 0.3% يوم الخميس، متعافياً من أدنى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف سجله في الجلسة السابقة، الأمر الذي جعل الذهب أكثر تكلفة على حاملي العملات الأخرى

ورغم أن الذهب لا يزال مرتفعاً بنحو 39% منذ بداية العام، مدعوماً بتوقعات التيسير النقدي، وعدم اليقين الجيوسياسي، والمشتريات المكثفة من البنوك المركزية، إلا أن لهجة الفيدرالي الحذرة دفعت بعض المستثمرين إلى جني الأرباح عقب بلوغ المعدن مستويات قياسية

أما في أسواق المعادن الأخرى فقد جاء الأداء متبايناً، إذ ارتفعت عقود الفضة الآجلة بنسبة 0.1% إلى 42.167 دولار للأونصة، بينما صعد البلاتين بنسبة 2.2% مسجلاً 1,410.35 دولار للأونصة. وفي المقابل، تراجعت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.4% إلى 9,953.20 دولار للطن، كما انخفضت العقود الأمريكية بنسبة 0.6% إلى 4.6055 دولار للرطل

البيانات الصينية الأخيرة أظهرت ارتفاع إنتاج النحاس المكرر بنسبة 15% على أساس سنوي إلى 1.3 مليون طن في أغسطس، مدعوماً بزيادة مشتريات الخام. كما سجلت مخزونات النحاس في المستودعات الأمريكية التابعة لبورصة لندن للمعادن أول زيادة لها منذ ديسمبر 2023 بمقدار 175 طناً

وأشار محللو أي إن جي إلى أن النصف الأول من العام شهد نقل مخزونات إلى الولايات المتحدة من مستودعات بورصة لندن وبورصة شنغهاي، بدافع فروق الأسعار حيث كانت الأسعار الأمريكية أعلى من الأسعار المرجعية العالمية. ومع فرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، والتي اقتصرت على المنتجات شبه المصنعة دون أن تشمل النحاس المكرر أو المركزات، عادت أسعار كومكس لتتماشى بدرجة أكبر مع أسعار بورصة لندن