النفط يقفز مع تراجع القيود الأميركية على فنزويلا وسط مخاوف زيادة المعروض العالمي

ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية

صعدت أسعار النفط بأكثر من 1% خلال تعاملات يوم الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو المغادرة منها، في خطوة زادت من حدة التوترات الجيوسياسية وقلّلت المخاوف بشأن اتساع فائض المعروض العالمي من الخام.

تداولات النفط الخام
وخلال الجلسة، سجلت العقود الآجلة لخام برنت تسوية عند 59.68 دولارًا للبرميل، مرتفعة 76 سنتًا أو بنسبة 1.3%، فيما أغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 55.94 دولارًا للبرميل، مرتفعًا 67 سنتًا أو 1.2%.

العوامل المؤثرة في السوق
جاء صعود النفط بعد استقراره قرب أدنى مستوياته في خمس سنوات خلال الجلسة السابقة، متأثرًا بإشارات تقدم محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي من شأن أي اتفاق محتمل أن يخفف العقوبات الغربية على موسكو ويتيح إطلاق المزيد من الإمدادات في وقت يعاني فيه السوق من ضعف الطلب العالمي.

وفي سياق متصل، أصدر ترامب يوم الثلاثاء قرارًا بفرض حصار على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات، معتبرًا إدارة الرئيس نيكولاس مادورو “منظمة إرهابية أجنبية”. وردّت فنزويلا على القرار برفض ما وصفته بـ”التهديد المشوّه”، في حين استمرت الولايات المتحدة في استهداف ناقلات النفط بعد الاستيلاء على إحدى السفن الأسبوع الماضي. ولا تزال تفاصيل عدد الناقلات المتأثرة وآلية تطبيق الحظر، بما في ذلك احتمال تدخل خفر السواحل الأمريكي، غير واضحة، وسط شكوك خبراء الطاقة حول قدرة هذه الإجراءات على التأثير بشكل ملموس على الإمدادات العالمية.

في الوقت نفسه، واصلت بعض ناقلات النفط الفنزويلي العمل عبر مسارات بديلة مع إيران وروسيا، بينما تنقل ناقلات مستأجرة النفط إلى الولايات المتحدة بموجب تراخيص سابقة. ويُعد النفط الفنزويلي، الذي تشكل صادراته نحو 1% من الإمدادات العالمية، مستوردًا رئيسيًا للصين. كما أعلنت شركة النفط الفنزويلية PDVSA استئناف عملياتها في محطاتها بعد هجوم إلكتروني أثر على أنظمتها الإدارية، وغادرت ناقلتان محملتان بمنتجات نفطية مثل الميثانول وفحم الكوك من ميناء خوسيه، أكبر الموانئ الفنزويلية، فيما لم تُستهدف صادرات المنتجات الثانوية أو البتروكيماويات بالعقوبات منذ عام 2019.

تأثير المخزونات الأمريكية
على الرغم من هذه التطورات الجيوسياسية، ظلّ صعود أسعار النفط محدودًا بفعل زيادة المخزونات الأمريكية من البنزين والمقطرات، التي ارتفعت بمقدار 4.8 مليون برميل و1.7 مليون برميل على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 12 ديسمبر، مقارنة بتوقعات أقل، ما قلّص بعضًا من زخم صعود أسعار الخام