النفط يقفز بدعم من احتمالات خفض الفائدة الأمريكية وتعثر محادثات السلام بين موسكو وكييف.

ارتفاع أسعار النفط الخام مع تجدد التوترات بين كييف وموسكو

ارتفعت أسعار النفط في ختام تعاملات الخميس، بدعم من تعاظم توقعات المستثمرين بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، فيما أسهم تعثر محادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية في زيادة المخاوف من تأخر عودة الإمدادات الروسية إلى الأسواق العالمية.

تداولات النفط الخام

سجل خام برنت عند الإغلاق ارتفاعًا قدره 59 سنتًا، أو ما يعادل 0.94%، ليصل إلى 63.26 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 72 سنتًا، أو 1.22%، لينهي الجلسة عند 59.67 دولار للبرميل.

وكانت العقود الأميركية قد لامست مكاسب تجاوزت دولارًا للبرميل في وقت سابق من الجلسة، مدعومة بآمال أن يؤدي خفض الفائدة الأميركية إلى تحفيز النشاط الاقتصادي وتعزيز الطلب على الوقود، خاصة بعد صدور بيانات تشير إلى تباطؤ نمو التوظيف. كما تراجع الدولار للجلسة العاشرة على التوالي أمام سلة العملات الرئيسية، مما زاد من جاذبية النفط لحائزي العملات الأخرى.

العوامل المؤثرة في السوق

توقعات خفض الفائدة تبدو اليوم المحرك الأبرز في سوق الطاقة، إذ تمنح الأسعار زخمًا صعوديًا واضحًا. وفي السياق ذاته، ساهمت التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا في تقديم دعم إضافي للأسعار، مع تزايد القلق حيال احتمال تراجع إمدادات الخام من الدولة اللاتينية، في ظل تشديد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطها على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

كما عززت المخاوف المتعلقة بتعثر مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا من قوة الأسعار، خاصة بعدما انتهت محادثات بين ممثلي واشنطن والكرملين دون أي تقدم ملموس لإنهاء الحرب. ويرى محللون أن تأثير العوامل الجيوسياسية — وعلى رأسها الصراع في أوكرانيا — يوازن وفرة المخزونات العالمية واستمرار استراتيجية أوبك الهادفة إلى الحفاظ على الحصة السوقية، مما يبقي خام برنت داخل نطاق 60 – 70 دولارًا في الوقت الراهن.

وفي الوقت الذي كان فيه المتعاملون يترقبون انفراجة محتملة في الأزمة تسمح بعودة النفط الروسي إلى سوق يعاني من وفرة المعروض، جاءت التطورات الأخيرة لتعمّق حالة عدم اليقين. كما أفادت مصادر أوكرانية بتعرض خط أنابيب “دروجبا” لهجوم جديد، رغم تأكيد الجهات المشغلة استمرار تدفق الإمدادات نحو المجر وسلوفاكيا بشكل طبيعي.

مستويات الإمدادات الأميركية والعالمية

أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 574 ألف برميل إلى 427.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر، مقابل توقعات بتراجع يبلغ 821 ألف برميل، إلى جانب زيادة مخزونات الوقود مع ارتفاع نشاط المصافي.

وعلى صعيد الإمدادات العالمية، كشف مصدر في القطاع عن تراجع إنتاج كازاخستان من النفط والمكثفات بنحو 6% خلال أول يومين من ديسمبر، عقب هجوم بطائرة مسيّرة استهدف منشأة تحميل تابعة لاتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين، ما أضاف عنصرًا جديدًا من المخاطر الجيوسياسية في مشهد يعاني أصلًا من حساسية شديدة تجاه أي اضطرابات