النفط يفقد زخمه مع تصاعد الحديث عن احتمال إنهاء الهند وارداتها من روسيا

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس، إذ اتجه المستثمرون لتقييم تداعيات احتمال توقف الهند عن استيراد النفط الروسي، في خطوة قد تعيد تشكيل خريطة الإمدادات العالمية وتعزز الطلب على الخام من مصادر بديلة.

وخلال جلسة الخميس، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 85 سنتاً أو بنسبة 1.37% لتغلق عند 61.06 دولاراً للبرميل، في حين تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 81 سنتاً أو بنسبة 1.39% لتستقر عند 57.46 دولاراً للبرميل.

وجاءت هذه التحركات في أعقاب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال إن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهّد بوقف استيراد النفط من روسيا، التي تعد أكبر مورّد للهند وتشكل نحو ثلث وارداتها النفطية. ويُنظر إلى هذه الخطوة كعامل إيجابي محتمل للأسعار، إذ من شأنها إزالة أحد أبرز المشترين للنفط الروسي من السوق.

وكانت أسعار النفط قد لامست في جلسة الأربعاء أدنى مستوياتها منذ أوائل مايو، متأثرة بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب المخاوف من تخمة في المعروض العالمي. ووفقاً لمصادر مطلعة نقلت عنها رويترز، فإن بعض المصافي الهندية تستعد لخفض وارداتها من النفط الروسي تدريجياً، رغم أن الحكومة الهندية أكدت أن أولويتها هي ضمان استقرار الأسعار وتأمين الإمدادات، دون التعليق المباشر على تصريحات ترامب. من جانبها، شددت روسيا على متانة شراكتها الطاقوية مع نيودلهي.

وفي تطور آخر، أعلنت الحكومة البريطانية فرض عقوبات جديدة استهدفت شركتي “روسنفت” و”لوك أويل”، في حين واجهت روسيا اضطرابات في إمدادات منتجاتها النفطية نتيجة الهجمات الأوكرانية المتكررة بطائرات مسيّرة على مصافيها. وقال وزير الطاقة الروسي إن بلاده ستؤجل أعمال الصيانة الدورية لضمان استمرار تدفق الإمدادات إلى السوق.

وشنت أوكرانيا هجوماً ليلياً على مصفاة “ساراتوف”، بينما أوقفت شركة “روسنفت” عمليات التكرير في وحدة من أصل أربع وحدات بمصفاة “أوفانفتخيم” بعد تعرضها لهجوم مماثل، ما أدى إلى تراجع حاد في توافر المنتجات النفطية الروسية، وهو ما قد يشكل دعماً للأسعار في الأجل القريب. ومع ذلك، فإن تجاوز خام برنت لمستوى الدعم الرئيسي عند 58.40 دولاراً للبرميل – الأدنى المسجل هذا العام في أبريل – قد يظل مهمة صعبة في ظل ضغوط المعروض.

وعلى الجانب الآخر، تعرضت الأسعار لضغوط إضافية بعد صدور تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الذي أظهر زيادة أكبر من المتوقع في المخزونات النفطية. فقد ارتفعت مخزونات الخام بمقدار 3.5 ملايين برميل إلى 423.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقابل توقعات بزيادة قدرها 288 ألف برميل فقط. ورغم أن التقرير حمل نغمة هبوطية معتدلة، فإن الانخفاض الكبير في مخزونات المقطرات حدّ جزئياً من أثر الزيادة في الخام، إلا أن تراجع الطلب الضمني على النفط أضاف مزيداً من الضغط على السوق