سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعًا طفيفًا في ختام تعاملات الجمعة الماضية، لكنها أنهت الأسبوع على خسائر، بعدما حذّرت وكالة الطاقة الدولية من احتمال تشكّل فائض في المعروض العالمي خلال السنوات المقبلة، في وقت تترقب فيه الأسواق لقاءً مرتقبًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة الأوكرانية.
تداولات النفط أنهت عقود خام برنت الجلسة متراجعة بواقع 23 سنتًا، أو بنسبة 0.4%، لتستقر عند 61.29 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 8 سنتات، أو بنسبة 0.1%، لتغلق عند 57.54 دولارًا للبرميل. وعلى مدار الأسبوع، سجل كلا الخامين تراجعًا نسبته 2.3%.
العوامل المحركة للأسواق على الصعيد الجيوسياسي، اتفق الرئيسان ترامب وبوتين على عقد قمة جديدة بشأن الحرب في أوكرانيا خلال الأسبوعين المقبلين في المجر، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، الذي أدى إلى تهدئة مؤقتة للأوضاع في المنطقة. وتزامن ذلك مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن لحث الإدارة الأمريكية على تقديم دعم عسكري إضافي، بما في ذلك صواريخ “توماهوك” بعيدة المدى، بينما واصلت الولايات المتحدة ضغوطها على الهند والصين لوقف وارداتهما من النفط الروسي.
ويشير محللون إلى أن الأسواق شهدت مؤخرًا تراجعًا في حدة المخاطر الجيوسياسية، بعد مؤشرات على تهدئة في الشرق الأوسط وأوكرانيا وحياد نسبي من جانب إيران، ما ساهم في تقليص المخاطر التي كانت تدعم أسعار النفط خلال الفترة الماضية.
كما تعرضت الأسعار لضغوط إضافية من تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ما أثار مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على الطاقة. وحذّر خبراء من أن استمرار هذه التوترات قد ينعكس سريعًا على النشاط الاقتصادي الأمريكي.
وفي الولايات المتحدة، اندلع حريق في مصفاة شركة “بي بي” بولاية إنديانا مساء الخميس، لكن المحللين توقعوا أن يظل تأثيره محدودًا في نطاق سوق الغرب الأوسط الأمريكي.
توقعات المعروض والمخزونات وفي سياق آخر، أشارت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير إلى احتمال عودة فائض المعروض النفطي بحلول عام 2026، في ظل تزايد الإنتاج العالمي وتباطؤ الطلب. كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات الخام في البلاد بمقدار 3.5 ملايين برميل لتصل إلى 423.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 288 ألف برميل فقط.
وأوضحت الإدارة أن الزيادة الأكبر من المتوقع تعود إلى تراجع معدلات تشغيل المصافي نتيجة بدء موسم الصيانة الخريفي، في حين ارتفع إنتاج النفط الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 13.636 مليون برميل يوميًا.
