النفط يخسر مكاسبه السابقة تحت تأثير التحذيرات من فائض الإمدادات واستمرار التوتر التجاري بين أميركا والصين

النفط يتراجع بأكثر من 1% بفعل تحذيرات وكالة الطاقة الدولية واستمرار التوترات التجارية بين أمريكا والصين

تراجعت أسعار النفط الخام بأكثر من 1% خلال تعاملات الثلاثاء، متأثرة بتحذير وكالة الطاقة الدولية من احتمال ظهور فائض كبير في الإمدادات العالمية بحلول عام 2026، في وقت تستمر فيه التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الضغط على معنويات المستثمرين وأسواق الطاقة على حد سواء.

تداولات النفط الخام
أنهت عقود خام برنت جلسة الثلاثاء منخفضة بمقدار 93 سنتًا، أو ما يعادل 1.47%، لتغلق عند 62.39 دولارًا للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.33% أو 79 سنتًا ليستقر عند 58.70 دولارًا للبرميل، مسجلين بذلك أدنى مستوياتهما في خمسة أشهر.
وكان الخامان قد شهدا في الجلسة السابقة ارتفاعات طفيفة بلغت 0.9% لبرنت و1% للخام الأمريكي، قبل أن تتجدد الضغوط البيعية بفعل تصاعد المخاوف بشأن فائض المعروض وتدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

العوامل المؤثرة على السوق
تظل التوترات التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين العامل الأبرز الذي يضغط على أسعار النفط، إذ يخشى المستثمرون أن يؤدي استمرار النزاع إلى إضعاف النشاط الاقتصادي الصيني ومن ثم تراجع الطلب على الطاقة. كما تسيطر حالة من العزوف عن المخاطرة على الأسواق العالمية مع ازدياد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي، ما انعكس في موجة بيع في الأصول المرتبطة بالطاقة.
وجاء تقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير ليزيد من الضغوط، بعدما حذر من احتمالات فائض كبير في الإمدادات خلال السنوات المقبلة، في ظل ضعف الطلب وتوسع إنتاج تحالف “أوبك+” والمنتجين المستقلين.

التطورات الجيوسياسية والتجارية
أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيس دونالد ترامب ما زال ملتزمًا بعقد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية خلال الشهر الجاري في محاولة لاحتواء التصعيد التجاري.
لكن التوترات الأخيرة، ومنها توسع بكين في قيود تصدير المعادن النادرة وتهديد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% وقيود على صادرات البرمجيات اعتبارًا من الأول من نوفمبر، زادت من قلق الأسواق وأضعفت الثقة في إمكانية التوصل إلى تهدئة قريبة.
وفي خطوة أخرى، أعلنت الصين فرض عقوبات على خمس شركات أمريكية تابعة لمجموعة “هانوا أوشن” الكورية الجنوبية لبناء السفن، بينما يستعد الطرفان لتطبيق رسوم موانئ إضافية على شركات الشحن البحري، ما يفاقم المخاطر المحيطة بالتجارة العالمية.

توقعات الإمدادات العالمية
وفي تقريرها الأخير، حذرت وكالة الطاقة الدولية من احتمال مواجهة السوق فائضًا في المعروض بنحو 4 ملايين برميل يوميًا خلال العام المقبل، نتيجة ارتفاع إنتاج “أوبك+” والمنتجين المستقلين مقابل ضعف نمو الطلب العالمي.
أما منظمة “أوبك” وشركاؤها، ومن بينهم روسيا، فقد قدموا رؤية أقل تشاؤمًا في تقريرهم الشهري الصادر الاثنين، مشيرين إلى أن العجز في السوق سيتراجع تدريجيًا حتى عام 2026 مع استمرار التحالف في تطبيق زيادات محدودة بالإنتاج.

الهيكل الزمني للأسعار
أظهرت بيانات السوق تراجع الفارق السعري لآجال ستة أشهر في خام برنت إلى أدنى مستوى منذ مطلع مايو، بينما تقلص الفارق في خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته منذ يناير 2024، في إشارة إلى تراجع شهية المستثمرين على الاحتفاظ بالمراكز الطويلة الأجل في سوق النفط