المعدن الأصفر ينخفض دون 4000 دولار للأوقية والفضة تتراجع عقب بلوغها مستوى قياسي.

تراجع أسعار الذهب بعد بلوغه مستويات قياسية في تعاملات الخميس

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات أمس الخميس بنسبة 2%، لتنخفض دون حاجز 4000 دولار للأوقية الذي اخترقته في الجلسة السابقة لأول مرة في تاريخها، متأثرةً بارتفاع الدولار الأمريكي وعمليات جني أرباح من المستثمرين، عقب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ما قلص الطلب على الأصول الآمنة.

تداولات الذهب
انخفض الذهب الفوري خلال الجلسة بنحو 2% ليسجل 3959.48 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 1:53 ظهرًا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (17:53 بتوقيت غرينتش)، في حين تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 2.4% لتغلق عند 3972.6 دولارًا للأوقية. أما الفضة الفورية فسجلت 48.93 دولارًا للأوقية.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.5% ليقترب من أعلى مستوياته في شهرين، مما جعل الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ودفع الأسعار نحو التراجع. كما انخفضت الفضة من مستوياتها القياسية التي بلغت 51.22 دولارًا للأوقية، متأثرةً بالعوامل ذاتها التي ضغطت على المعدن الأصفر.

وأوضح المتداول المستقل في أسواق المعادن تاي وونغ أن المضاربين بدأوا تقليص مراكزهم في الذهب مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، إذ أسهمت الهدنة في تهدئة التوترات الجيوسياسية في منطقة لطالما تميزت بعدم الاستقرار. وأضاف أن إسرائيل وحماس وقعتا الاتفاق ضمن المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

وأشار وونغ إلى أن الذهب والفضة قد يشهدان مرحلة من التماسك السعري بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة، مؤكدًا أن العوامل الأساسية التي قادت الصعود — مثل تنويع الاحتياطيات، وارتفاع الدين السيادي العالمي — ما زالت قائمة، ما يدعم النظرة الصعودية على المدى الطويل.

وكان الذهب قد تجاوز يوم الأربعاء مستوى 4000 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه، مسجلًا ذروة جديدة عند 4059.05 دولارًا. ومنذ بداية العام، ارتفع المعدن النفيس بنحو 52% مدعومًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتزايد مشتريات البنوك المركزية، وتدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب (ETF)، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية ومخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

محاضر الفيدرالي الأمريكي وتوقعات السياسة النقدية
أظهرت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر أن الأعضاء اتفقوا على أن تزايد المخاطر في سوق العمل يبرر مزيدًا من التيسير النقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وكان البنك قد استأنف دورة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر بخفض قدره 25 نقطة أساس.
وبحسب أداة FedWatch، تتوقع الأسواق خفضًا إضافيًا بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، باحتمال يبلغ 95%، وخفضًا مماثلًا في ديسمبر باحتمال 80%