المعدن الأصفر يلامس أعلى مستوى منذ أبريل بفعل آمال خفض الفائدة وعدم وضوح مستقبل الرسوم الجمركية

افتتحت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع على صعود ملحوظ، حيث ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أربعة أشهر خلال الجلسة الآسيوية يوم الاثنين، مدفوعة بتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر. كما ساهمت المخاوف المتعلقة باستقلالية البنك المركزي الأمريكي والجدل حول الرسوم الجمركية في تعزيز الطلب على المعدن كملاذ آمن.

تداولات الذهب
سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,480.56 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ منتصف أبريل، بينما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية لتسليم ديسمبر بنسبة 1% إلى 3,551.82 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 01:55 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05:55 بتوقيت غرينتش). وبهذا يواصل الذهب مكاسبه للجلسة الخامسة على التوالي بعد أن أنهى أغسطس على ارتفاع يقارب 5%.

العوامل المؤثرة
تزامن هذا الأداء مع إغلاق الأسواق الأمريكية بمناسبة عطلة عيد العمال، بينما قفزت الفضة الفورية بنسبة 2.6% لتسجل 40.69 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011. كما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى قرب أدنى مستوياته منذ 28 يوليو، مما جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين في الخارج.

وأشار أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إلى أن الذهب والفضة واصلا مكاسبهما بدعم من التضخم الأميركي المستمر وضعف ثقة المستهلكين وتوقعات خفض الفائدة، إضافة إلى المخاوف المرتبطة باستقلالية الفيدرالي. وبيّنت بيانات الجمعة أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفع 0.2% على أساس شهري و2.6% على أساس سنوي، بما يتماشى مع التوقعات.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى KCM Trade، إن الفضة تتحرك صعودًا استجابة لتوقعات خفض الفائدة، في حين يدعم شح المعروض الاتجاه الصعودي. كما جددت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، دعمها لخفض الفائدة مشيرة إلى المخاطر التي تهدد سوق العمل.

وعلى الصعيد التجاري، زاد قرار محكمة استئناف أمريكية بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية التي فرضت خلال عهد ترامب من حالة عدم اليقين، رغم أن الرسوم ستظل سارية حتى 14 أكتوبر لإتاحة المجال أمام الاستئناف. في المقابل، استمرت الضغوط السياسية على الفيدرالي بعد محاولة الرئيس السابق دونالد ترامب إقالة ليزا كوك، محافظة البنك، وهو ما رفضته كوك ولجأت إلى القضاء للطعن في القرار.

أما في الصين، فقد أظهر مسح خاص أن نشاط المصانع توسع في أغسطس بأسرع وتيرة خلال خمسة أشهر، في إشارة إلى تحسن محتمل في الطلب الصناعي، رغم أن البيانات الرسمية الصادرة الأحد عكست انكماشًا للشهر الخامس على التوالي