المعدن الأصفر يغلق عند مستوى قياسي مسجلاً مكاسب للأسبوع السابع على التوالي

صعود قياسي جديد للمعدن الأصفر مع استمرار موجة المكاسب الأسبوعية
ارتفعت أسعار الذهب بنهاية تداولات الجمعة لتستقر قرب مستوياتها القياسية، متجهة نحو تسجيل مكاسب للأسبوع السابع على التوالي، مدعومة بتزايد المخاوف من التداعيات الاقتصادية المحتملة لإغلاق طويل الأمد للحكومة الأميركية، إلى جانب ترسخ التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

تداولات الذهب
وخلال تعاملات الجمعة الماضية، صعد الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليبلغ 3,884.19 دولار للأونصة، بعدما لامس يوم الخميس مستوى قياسياً عند 3,896.49 دولار، محققاً مكاسب أسبوعية تجاوزت 3%. كما أنهت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر الجلسة مرتفعة بأكثر من 1% لتغلق عند 3,908.9 دولار للأونصة.

العوامل المحركة للأسعار
شهد سوق الذهب هذا الأسبوع زخماً قوياً بدعم من تصاعد المخاوف المرتبطة بإغلاق الحكومة الأميركية، والذي دفع المستثمرين إلى التخلص من الدولار والتوجه نحو الأصول الآمنة، ما عزز صعود المعدن النفيس باتجاه حاجز 3,900 دولار. وقد بدأ الذهب الفوري الأسبوع عند 3,768.19 دولار للأونصة، ولم يعد إلى هذا المستوى لاحقاً، إذ تمكن سريعاً من تجاوز مستوى 3,800 دولار مع افتتاح السوق الأميركية يوم الاثنين، متداولاً حينها قرب 3,826 دولار للأونصة.

ويُرجّح أن يشكل استمرار الإغلاق الحكومي لفترة أطول عاملاً داعماً رئيسياً للأسعار، بينما قد يؤدي أي اتفاق مفاجئ لإعادة فتح الحكومة إلى ضغوط تصحيحية مؤقتة. ويواصل مجلس الشيوخ الأميركي مناقشة مقترحات متنافسة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإنهاء الإغلاق الذي دخل يومه الثالث، وسط غياب مؤشرات على إمكانية تمرير أي من تلك الخطط.

ورغم أن الذهب أنهى أفضل شهر له منذ عقود، إلا أن عمليات جني الأرباح التي شهدها السوق لم تمنع الأسعار من البقاء قرب أعلى مستوياتها التاريخية، مع بقاء الزخم الصعودي مدعوماً بعوامل أساسية قوية. فقد ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 40% منذ بداية العام، وهو أفضل أداء سنوي للمعدن منذ عام 1979، في ظل مجموعة من المحفزات يأتي على رأسها تراجع الدولار، وتزايد رهانات خفض الفائدة، إضافة إلى الإغلاق الحكومي الأخير الذي أضاف دعماً إضافياً للطلب على الذهب.

ومع تأجيل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركي، اتجه المستثمرون إلى مؤشرات بديلة أظهرت تباطؤاً في سوق العمل، ما عزز توقعات خفض الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتُظهر أداة “فيد ووتش” أن الأسواق تسعّر احتمالاً بنسبة 97% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، واحتمالاً بنسبة 85% لخفض مماثل في ديسمبر.

ويظل الذهب أحد أبرز الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين، مستفيداً من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي تقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته. ومنذ مطلع العام، قفز المعدن النفيس بأكثر من 47%، فيما تتوقع مؤسسة “يو بي إس” في مذكرة بحثية أن يواصل الذهب مكاسبه نحو مستوى 4,200 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة، مدعوماً بتراجع الفائدة الحقيقية وضعف الدولار الأميركي، وهو ما يعزز جاذبية المعدن الأصفر في الأمد القريب.