المعدن الأصفر يظل قريبًا من أعلى مستوياته القياسية عقب صدور بيانات تضخم ضعيفة في الولايات المتحدة

استقرار أسعار الذهب عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية

حافظت أسعار الذهب على استقرارها بالقرب من أعلى مستوياتها التاريخية خلال تعاملات الأربعاء، بدعم من توقعات قوية بأن يتجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى استئناف خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، عقب صدور بيانات تضخم جاءت أضعف من التوقعات.

تداولات الذهب
سجل الذهب في السوق الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 3,645.96 دولار للأوقية، بعد أن بلغ يوم الثلاثاء قمة تاريخية عند 3,673.95 دولار. كما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.1% لتستقر عند 3,682 دولار.

العوامل المؤثرة على الذهب
أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية تراجع أسعار المنتجين بشكل غير متوقع في أغسطس، متأثرة بانخفاض تكاليف الخدمات، وهو ما عزز الرهانات على مزيد من التيسير النقدي. ووفقًا لفؤاد رزاق زاده، محلل الأسواق لدى “سيتي إندكس” و”فوركس دوت كوم”، فإن أي ضعف إضافي في البيانات الاقتصادية سيدعم استمرار صعود الذهب، في ظل التقديرات بأن العام قد يشهد أكثر من خفضين للفائدة.

ويظل الذهب أحد أبرز الملاذات الآمنة في أوقات الضبابية الاقتصادية والسياسية، حيث يستفيد عادةً من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة. ومنذ بداية العام، ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 38%. وتشير أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME إلى أن الأسواق تسعّر احتمالًا بنسبة تقارب 90% لخفض الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي يومي 16 و17 سبتمبر، مع احتمالات ضئيلة لخفض أكبر.

التوقعات بشأن الفائدة تعززت أيضًا عقب تقرير الوظائف غير الزراعية الضعيف الأسبوع الماضي، إلى جانب مراجعة وزارة العمل لبيانات التوظيف حتى مارس، والتي أظهرت أن التباطؤ في سوق العمل بدأ بالفعل قبل فرض الرسوم الجمركية الأخيرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

على الصعيد السياسي، أصدر قاضٍ فيدرالي قرارًا مؤقتًا يوم الثلاثاء بوقف محاولة ترامب إقالة عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، في خطوة عُدّت انتكاسة للبيت الأبيض ضمن معركة قانونية تهدد استقلالية البنك المركزي.

وتتجه الأنظار الآن إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المقرر صدورها الخميس، والتي ستشكل عنصرًا حاسمًا في تحديد توجهات السياسة النقدية للفيدرالي. ووفقًا لريكاردو إيفانجيليستا، كبير المحللين في “أكتيف تريدز”، فإن مستوى 3,750 دولار يمثل المقاومة الأهم في الوقت الراهن، وإذا تمكن الذهب من الاستقرار أعلاه فقد يتجه نحو 3,900 دولار قبل نهاية العام