الذهب يعزز مكاسبه بفعل انخفاض عوائد السندات وسط تفاؤل سياسي واقتصادي في واشنطن

الذهب يرتفع بأكثر من 2% مع تراجع عوائد السندات وترقب تصويت الكونغرس لإنهاء الإغلاق الأمريكي

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً قوياً خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث صعد المعدن النفيس بأكثر من 2% بدعم من تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، قبيل تصويت مجلس النواب على مشروع قانون لإعادة فتح الحكومة الفيدرالية، في خطوة يُتوقع أن تمهد الطريق لعودة البيانات الاقتصادية وتعزز الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر المقبل.

تداولات الذهب
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 2% ليصل إلى 4,208.98 دولار للأونصة عند الساعة 1:46 ظهراً بتوقيت الساحل الشرقي (1846 بتوقيت غرينتش)، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر، فيما صعدت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 2.4% لتستقر عند 4,213.60 دولار للأونصة. هذا الأداء القوي جاء في ظل تزايد الطلب على المعدن كملاذ آمن وسط ترقب التطورات السياسية في الولايات المتحدة.

العوامل المؤثرة في السوق
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بنسبة 1% لتسجل أدنى مستوياتها منذ 5 نوفمبر، مما عزز جاذبية الذهب كأصل غير مُدرّ للعائد في بيئة تتسم بانخفاض العوائد. كما ساهمت الأنباء المتعلقة بقرب إنهاء الإغلاق الحكومي في دعم تحركات المعدن الأصفر، إذ من المرجح أن تؤدي عودة صدور البيانات الاقتصادية إلى إظهار مؤشرات ضعف في الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يدفع المستثمرين إلى تعزيز مراكز الشراء وتغطية المراكز البيعية في سوق الذهب.

في المقابل، يواصل عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة الأمريكية دعم الطلب على المعدن النفيس، حيث تشير تقارير من صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى تزايد الخلافات بين صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي حول خفض الفائدة في ديسمبر المقبل، خاصة في ظل تأخر صدور بيانات رئيسية عن شهري سبتمبر وأكتوبر بسبب الإغلاق الحكومي.

إلى جانب ذلك، أظهر تقرير التوظيف الصادر عن شركة “ADP” يوم الثلاثاء أن القطاع الخاص الأمريكي فقد في المتوسط 11,250 وظيفة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربع المنتهية في 25 أكتوبر، ما يعكس ضعف سوق العمل واستمرار الضغوط الاقتصادية. ووفقاً لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، تُسعّر الأسواق حالياً احتمالية تبلغ 65% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل للفيدرالي.

التوقعات المستقبلية
يتجه الذهب حالياً للاستفادة من بيئة الأسواق المائلة إلى التيسير النقدي وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة في ظل استمرار حالة الغموض السياسي والاقتصادي. وفي حال أقرّ مجلس النواب اتفاق إعادة فتح الحكومة، فقد يشهد المعدن فترة من التقلبات القصيرة قبل أن يستعيد زخمه الصعودي مدعوماً بتوقعات الفائدة المنخفضة وضعف البيانات الأمريكية، وهو ما قد يدفع الأسعار لاختبار مستويات مقاومة جديدة أعلى من نطاق 4,200 دولار للأونصة في المدى القريب