الذهب يستقر قرب أعلى مستوياته على الإطلاق بعد حركة تصحيحية محدودة

شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات يوم الاثنين، وذلك بعد أن تراجعت في وقت سابق من الجلسة إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع. وعلى الرغم من هذا التراجع، ظلت الأسعار قريبة من مستوياتها القياسية، وسط توجه المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية والمخاوف المتزايدة من ركود اقتصادي عالمي

تداولات الذهب

وفي تفاصيل حركة السوق، انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 3,018.44 دولارًا للأونصة، بعد أن هبط في وقت سابق إلى أدنى مستوى له منذ 13 مارس. في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 0.1% لتصل إلى 3,036.71 دولارًا للأونصة

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

حقق الذهب مكاسب قياسية خلال الأسبوع الماضي، إلا أن تعاملات يوم الاثنين شهدت بعض عمليات البيع لجني الأرباح، بحسب محللين في بنك “ING”، الذين أشاروا إلى أن الذهب، رغم كونه ملاذًا آمنًا تقليديًا، تعرض للضغط بسبب عمليات بيع واسعة لتغطية خسائر في أصول أخرى. ومع ذلك، توقع المحللون أن يكون هذا التراجع مؤقتًا، مؤكدين أن استمرار التصعيد في النزاعات التجارية قد يدفع المستثمرين مجددًا نحو الذهب

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في الأسبوع الماضي فرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على كافة الواردات، بالإضافة إلى رسوم أعلى تصل إلى 49% على منتجات من شركاء تجاريين رئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي. وقد أثارت هذه القرارات مخاوف في الأسواق، حيث ردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على واردات أمريكية، في حين لوّح الاتحاد الأوروبي بإجراءات مماثلة، مما زاد من حدة القلق بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي

في السياق ذاته، رفعت مؤسسة “غولدمان ساكس” توقعاتها لاحتمال حدوث ركود في عام 2025 إلى 45%، مقارنة بـ35% في الأسبوع السابق، بينما رفع “جي بي مورغان” تقديراته لاحتمالية ركود عالمي خلال هذا العام إلى 60%، ارتفاعًا من 40%

وقد ساهم ضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في تقديم بعض الدعم لأسعار الذهب، حيث تراجع المعدن الأصفر بشكل أقل نسبيًا مقارنة ببقية الأسواق

ويرى بعض المتعاملين أن الانخفاض في أسعار الذهب قد يعكس رغبة المستثمرين في جني الأرباح أو تغطية خسائرهم في أسواق أخرى، لا سيما في ظل الخسائر الكبيرة التي شهدتها الأسهم الأمريكية، والتي فقدت ما يقرب من 6 تريليونات دولار من قيمتها خلال الأسبوع الماضي، في حين تراجع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 9% خلال تداولات يوم الاثنين