الذهب يحقق مكاسب قوية مدفوعًا بمشتريات الصين وترقب بيانات التضخم

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال جلسة تداول يوم أمس الثلاثاء، مدعومة بزيادة الطلب على المعدن النفيس عقب إعلان بنك الشعب الصيني استئناف شراء الذهب لاحتياطياته، إلى جانب حالة الترقب التي تسود الأسواق قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية، والتي يُتوقع أن تلعب دورًا مهمًا في توجيه مسار الأسواق المالية

أداء تداولات الذهب
ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1.06%، بما يعادل نحو 29 دولارًا للأوقية، لتصل إلى مستوى 2715 دولارًا. أما عقود الذهب الفورية فقد شهدت زيادة مماثلة بنسبة 1.06%، ما يعادل حوالي 28 دولارًا للأوقية، ليبلغ سعرها 2688 دولارًا

عوامل أساسية وراء ارتفاع الأسعار
صعود أسعار الذهب كان مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها إعلان بنك الشعب الصيني العودة إلى شراء الذهب لاحتياطياته بعد توقف دام ستة أشهر. ووفقًا للبيانات الرسمية، كان البنك المركزي الصيني أكبر مشترٍ رسمي للذهب عالميًا في عام 2023. وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية الصين لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتنويع احتياطياتها النقدية في ظل التحولات الاقتصادية العالمية

ورغم عدم توضيح الصين سبب توقفها عن شراء الذهب في مايو الماضي، يُعتقد أن الأسعار القياسية التي تجاوزت 2400 دولار للأوقية كانت من بين الأسباب. ومع ذلك، فإن استئناف الشراء بأسعار تتجاوز 2600 دولار يعكس تغيّرًا في أولويات صانعي القرار الصينيين

تأثير التوترات الجيوسياسية
شهدت أسعار الذهب الفوري ارتفاعًا إضافيًا في بداية الأسبوع نتيجة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط. فقد أثارت الأوضاع المضطربة في سوريا، بما في ذلك تقارير عن سيطرة المتمردين على العاصمة دمشق وفرار الرئيس بشار الأسد إلى روسيا، مخاوف المستثمرين من تصعيد جيوسياسي محتمل في المنطقة، مما دفعهم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب

ترقب قرارات البنوك المركزية
يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية رئيسية خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك قرارات أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية في كندا والاتحاد الأوروبي وسويسرا هذا الأسبوع، يليها قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل. هذه الأحداث من المتوقع أن تُبقي الأسواق في حالة من الترقب والحذر، مما قد يؤثر على اتجاهات الذهب في المستقبل القريب