الذهب يحقق إغلاقاً قياسياً فوق مستوى 4,000 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه

الذهب يحقق اختراقًا تاريخيًا متجاوزًا 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى خلال تعاملات الثلاثاء
شهدت أسعار الذهب قفزة غير مسبوقة خلال تداولات أمس الثلاثاء، لتتجاوز مستوى 4,000 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخها، مدعومة بموجة قوية من الإقبال على الأصول الآمنة في ظل تراجع الدولار الأمريكي وتصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار حالة الغموض الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم حول العالم.

تداولات الذهب
أنهت عقود الذهب الآجلة تعاملات الثلاثاء عند مستوى قياسي جديد بلغ 4,004.40 دولار للأوقية، بعد أن لامست أثناء الجلسة مستوى تاريخيًا مرتفعًا عند 4,014.60 دولار. وجاء هذا الأداء امتدادًا لموجة الصعود القوية التي دفعت الأسعار للارتفاع بنحو 50% منذ مطلع العام، في حين فقد مؤشر الدولار الأمريكي نحو 10%.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
جاء هذا الارتفاع الاستثنائي وسط تحولات اقتصادية وسياسية عالمية عميقة، إذ يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تشكيل النظام التجاري الدولي، بالتوازي مع تصاعد الضغوط السياسية على مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي بدأ في سبتمبر أول دورة لخفض أسعار الفائدة هذا العام، مما قلل من جاذبية أدوات الدين قصيرة الأجل مثل أذون الخزانة لصالح الأصول غير المدرة للفائدة كالمعدن الأصفر.

كما دعم الطلب القوي من البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد ارتفاع الأسعار، حيث تتجه الصين وعدد من الاقتصادات الكبرى إلى تنويع احتياطاتها وتقليل اعتمادها على الدولار وسندات الخزانة الأمريكية، خاصة بعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ عام 2022. في الوقت ذاته، يواصل المستثمرون الأفراد شراء الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم وحماية القوة الشرائية لمدخراتهم.

وتتوقع الأسواق تنفيذ مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية العام، بعد أن خفّض الفيدرالي معدل الأموال الفيدرالية في سبتمبر إلى نطاق يتراوح بين 4.00% و4.25%. ومن المنتظر عقد الاجتماع المقبل للبنك في 29 أكتوبر، وسط ترقب واسع لخطواته المقبلة.

وفي هذا السياق، دعا المستثمر المخضرم راي داليو، مؤسس صندوق التحوط “بريدج ووتر أسوشييتس”، خلال منتدى غرينتش الاقتصادي في ولاية كونيتيكت، المستثمرين إلى تخصيص نحو 15% من محافظهم للذهب، معتبرًا أنه الأصل الوحيد القادر على تحقيق أداء قوي في فترات تراجع الأدوات الاستثمارية التقليدية.

في المقابل، حذّر بنك أوف أمريكا عملاءه من التوسع المفرط في شراء الذهب بعد الارتفاعات الحادة الأخيرة، مشيرًا إلى احتمال دخول الأسعار في مرحلة من التماسك أو التصحيح الفني خلال الربع الرابع من العام، نتيجة اقترابها من مستويات قد تشهد حالة من الإرهاق في الاتجاه الصعودي