استقرار أسعار النفط بعد موجة خسائر حادة، وسط دعم محدود من مخاوف العقوبات على إيران
استقرت أسعار النفط خلال التداولات الآسيوية يوم الخميس، بعد سلسلة من التراجعات الحادة هذا الأسبوع، مدفوعة بمخاوف من وفرة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي، بينما قدمت العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران بعض الدعم للأسعار.
وجاءت تداولات اليوم في ظل أحجام ضعيفة نتيجة عطلات عيد العمال في عدد من الأسواق العالمية، وسط توقعات ببقاء أسعار النفط ضمن نطاق ضيق حتى نهاية اليوم
التباطؤ الاقتصادي وزيادة الإمدادات يضغطان على الأسعار
واجهت أسعار النفط ضغوطًا قوية هذا الأسبوع بفعل تصاعد المخاوف بشأن ضعف الطلب، لاسيما بعد صدور بيانات أظهرت انكماشاً مفاجئاً في الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من العام. كما ساهم الغموض المحيط بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية في تعزيز هذه المخاوف، مما أبقى التوقعات بشأن الطلب العالمي على النفط عند مستويات منخفضة
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو بنسبة 0.2% إلى 61.16 دولارًا للبرميل، في حين صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1% لتسجل 57.68 دولارًا للبرميل
عقوبات أمريكية جديدة على إيران قبيل المحادثات النووية
فرضت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، مجموعة جديدة من العقوبات على كيانات مرتبطة بتجارة ونقل النفط الإيراني، في خطوة تستهدف تضييق الخناق على طهران قبيل جولة مرتقبة من المحادثات النووية هذا الأسبوع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن العقوبات شملت سبع شركات تتخذ من الإمارات وتركيا وإيران مقراً لها، بتهمة الانخراط في تجارة غير مشروعة للنفط ومشتقاته
وتهدف هذه الإجراءات إلى تقليص قدرة إيران على تصدير نفطها – المصدر الرئيسي لإيراداتها – في محاولة لزيادة الضغوط الاقتصادية عليها
ورغم الأثر السلبي المتوقع على طهران، فإن هذه الخطوة قد تسهم في تقليص الإمدادات العالمية من النفط، مما يوفر بعض الدعم للأسعار وسط المخاوف من ضعف الطلب وزيادة المعروض من مناطق أخرى
ومع ذلك، فإن أي تقدم إيجابي في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تخفيف العقوبات وعودة الإمدادات الإيرانية للأسواق العالمية
مؤشرات اقتصادية سلبية تزيد من الضغوط على السوق
تأثرت أسعار النفط بشكل حاد هذا الأسبوع، مع تداول خام برنت وغرب تكساس بانخفاض يتراوح بين 7% و9% حتى الآن
وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي انكماش الاقتصاد بنسبة 0.3% خلال الربع الأول، في مفاجأة للأسواق، حيث أرجع محللون ذلك إلى حالة عدم اليقين المتواصلة بشأن السياسة التجارية الأمريكية، لا سيما الرسوم الجمركية المرتفعة بنسبة 145% على واردات من الصين
كما ساهمت بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي جاء أعلى من التوقعات، في تعزيز المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي
في الوقت نفسه، كشفت بيانات مؤشر مديري المشتريات في الصين عن انكماش في نشاط التصنيع خلال أبريل، وهو ما يُعزى إلى تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية. وتُعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، ما يجعل أي ضعف اقتصادي فيها مصدر قلق بالغ لأسواق الطاقة