استقرار أسعار الذهب وسط صعود العوائد وتراجع الدولار، بينما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية

أستقرار أسعار المعدن الأصفر بدعم من تباين تأثير عوائد السندات ومؤشر الدولار
استقرت أسعار الذهب خلال تداولات الخميس، مع توازن الضغوط الناتجة عن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية مقابل الدعم المحدود الذي وفره تراجع مؤشر الدولار، في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات التضخم الأميركية المنتظرة يوم الجمعة للحصول على مؤشرات أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.

تداولات الذهب
وخلال تعاملات أمس الخميس، سجل الذهب الفوري ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 4,210.49 دولار للأوقية بحلول الساعة 18:33 بتوقيت غرينتش، بينما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنحو 0.2% لتستقر عند 4,243.00 دولار للأوقية.

العوامل المؤثرة على تحركات الذهب
لا يزال ارتفاع عوائد السندات الأميركية يشكل عامل ضغط رئيسيًا على تحركات الذهب، إذ يرفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد. وفي المقابل، ساهم تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في شهر في تقليل هذا الأثر جزئيًا، مما جعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب. كما واصلت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات صعودها، الأمر الذي حد من نطاق مكاسب الذهب رغم الدعم النسبي من العملة الأميركية الضعيفة.

وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت أرقام الخميس تراجع طلبات إعانات البطالة إلى 191 ألف طلب الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، وبما يقل كثيرًا عن توقعات المحللين البالغة 220 ألف طلب. في المقابل، أشار تقرير ADP الصادر الأربعاء إلى فقدان القطاع الخاص الأميركي 32 ألف وظيفة في نوفمبر، في أكبر تراجع منذ ما يزيد عن عامين ونصف، وهو ما يعكس تباينًا واضحًا في مؤشرات سوق العمل.

وترجح غالبية أكثر من 100 خبير اقتصادي استطلعت «رويترز» آراؤهم أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل يومي 9 و10 ديسمبر، في خطوة تستهدف دعم سوق العمل الذي يظهر علامات تباطؤ؛ وهو ما يعد عاملاً داعمًا لأداء الذهب على المدى القريب.

ويركّز المستثمرون الآن على صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر — المقياس المفضل للفيدرالي لمتابعة الضغوط التضخمية — والمقرر إعلانها يوم الجمعة. وتشير التوقعات إلى أن حركة الذهب قد تبقى محدودة قبل اجتماع الفيدرالي، في ظل ترجيحات المحلل مير بأن يظل المعدن الأصفر ضمن نطاق تداول ضيق، مع صعوبة إعادة اختبار المستويات القياسية قرب 4,400 دولار خلال الفترة المتبقية من العام