استقرار أسعار الذهب في ظل دعم البيانات الأمريكية لاحتمالات خفض الفائدة

استقرت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الثلاثاء بدعم من صدور بيانات اقتصادية أميركية مهمة، بعدما أظهرت أرقام مبيعات التجزئة أداءً أضعف من التوقعات، وهو ما عزّز اعتقاد المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بات أقرب إلى الشروع في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في ديسمبر. وجاء هذا الاستقرار في ظل سعي الأسواق لتحقيق توازن بين مؤشرات تباطؤ النشاط الاستهلاكي في الولايات المتحدة وتصاعد التوقعات بشأن تبنّي سياسة نقدية أكثر تيسيراً خلال الفترة القادمة.

تداولات الذهب
وخلال تداولات الثلاثاء، استقر سعر الذهب في السوق الفورية عند مستوى 4,139.79 دولاراً للأوقية، بعد أن كان قد سجّل في وقت سابق أعلى مستوياته منذ 14 نوفمبر. كما حقق المعدن الأصفر مكاسب قوية بنحو 2% خلال جلسة الإثنين، عقب تلميحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بدعمهم تنفيذ خفض ثالث لأسعار الفائدة خلال اجتماع 9–10 ديسمبر. وفي سوق العقود الآجلة، ارتفعت عقود الذهب الأميركية تسليم ديسمبر بنسبة 1.1% لتغلق عند 4,140 دولاراً للأوقية، في إشارة إلى استمرار نظرة التفاؤل تجاه أداء الذهب على المدى القريب.

أهم العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت قراءات مبيعات التجزئة الأميركية نمواً دون التوقعات خلال شهر سبتمبر، بعد فترة من الأداء القوي، في حين سجّل مؤشر أسعار المنتجين ارتفاعاً بنسبة 2.7% على أساس سنوي حتى سبتمبر، متوافقاً مع قراءة شهر أغسطس، ما يعكس تراجعاً ملحوظاً في زخم الضغوط التضخمية.

وأشار بيتر غرانت، نائب الرئيس وكبير محللي المعادن لدى “زانر ميتالز”، إلى أن الأسواق ما زالت تتمسك بآمال خفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر استناداً إلى النبرة المائلة للتيسير من جانب مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، مؤكداً أن البيانات الأخيرة لم تكن كافية لتغيير هذه التوقعات. وتُسعّر الأسواق حالياً احتمالاً بنحو 85% لخفض الفائدة خلال الشهر المقبل، مقابل 50% فقط في الأسبوع الماضي، إضافة إلى احتمال يبلغ 65% لخفض إضافي خلال اجتماع يناير، وهو ما وفر دعماً إضافياً لتحركات الذهب.

كما ساهمت تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران، والتي أشار فيها إلى أن تدهور أوضاع سوق العمل قد يتطلب المزيد من خفض أسعار الفائدة، في تعزيز التوقعات التيسيرية، وذلك بالتوازي مع تصريحات مماثلة أدلى بها كريستوفر والر خلال جلسة الاثنين. ويواصل الذهب، باعتباره أصلاً لا يدر عائداً، الاستفادة من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة ومن فترات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، ما يدعم توجه المستثمرين إليه كملاذ آمن.

كذلك عززت التوترات المتزايدة بين الصين واليابان الطلب على الذهب كملاذ آمن، في وقت ظلت فيه المخاوف قائمة بشأن أعباء الإنفاق المالي المرتفعة في الاقتصادات المتقدمة