ارتفاع ختامي لأسعار النفط لا يمحو خسائرها الممتدة للشهر الثالث على التوالي

النفط يغلق مرتفعاً لكنه يتكبد ثالث خسائره الشهرية على التوالي

سجلت أسعار النفط الخام تقلبات حادة خلال تداولات الجمعة، بعدما تداولت وسائل إعلام تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تستعد لتنفيذ ضربات جوية على فنزويلا خلال ساعات، قبل أن ينفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلك الأنباء عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.

تداولات النفط الخام
أنهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات الجمعة بارتفاع طفيف بنسبة 0.1%، أي ما يعادل 7 سنتات، لتستقر عند 65.07 دولار للبرميل، لكنها سجلت خسائر أسبوعية بلغت 1.3%، وخسائر شهرية بنسبة 2.9%.
كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند التسوية بنسبة 0.7%، أو بنحو 41 سنتاً، لتغلق عند 60.98 دولار للبرميل، غير أنها تكبدت خسائر أسبوعية بنسبة 0.8%، وشهرية بلغت 2.2%.

العوامل المؤثرة في السوق
أشارت التقارير إلى أن الولايات المتحدة نشرت قوة بحرية كبيرة بقيادة حاملة الطائرات “جيرالد فورد” قبالة سواحل فنزويلا، وهي خطوة تُعد أوسع من نطاق العمليات المعتادة لمكافحة تهريب المخدرات في منطقة الكاريبي، ما أثار حالة من القلق في الأسواق بشأن احتمالات تصعيد عسكري محتمل.

وفي الوقت ذاته، حافظ الدولار الأميركي على موقعه قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر أمام سلة العملات الرئيسية، مما جعل السلع المقومة بالدولار مثل النفط أكثر تكلفة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.

وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، تدرس خفض أسعار الخام الموجهة للمشترين الآسيويين خلال ديسمبر إلى أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر، في إشارة إلى توجه أكثر حذراً في تسعير الإمدادات.

كما تعرضت أسعار النفط لضغوط إضافية عقب صدور بيانات رسمية أظهرت انكماش نشاط المصانع في الصين للشهر السابع على التوالي خلال أكتوبر، ما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة.

ويتجه خام برنت إلى تسجيل تراجع شهري بنحو 2.6%، بينما يُتوقع أن ينخفض خام غرب تكساس الوسيط بنحو 2%، وسط ارتفاع إنتاج منظمة أوبك وشركائها من خارج التحالف (أوبك+). وتشير التقديرات إلى أن زيادة الإمدادات العالمية قد تحدّ من تأثير العقوبات الغربية على صادرات النفط الروسية إلى الصين والهند، أكبر مستوردين للخام الروسي.

توقعات السوق والإنتاج العالمي
أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز أن متوسط سعر خام برنت من المتوقع أن يبلغ 67.99 دولاراً للبرميل خلال عام 2025، بارتفاع طفيف قدره 38 سنتاً مقارنة بتوقعات الشهر الماضي. كما من المتوقع أن يبلغ متوسط خام غرب تكساس الوسيط 64.83 دولاراً للبرميل، مقارنة بـ64.39 دولاراً في سبتمبر.

وفي سياق متصل، أشارت مصادر مطلعة إلى أن تحالف أوبك+ يميل نحو إقرار زيادة محدودة في الإنتاج خلال ديسمبر، قبل اجتماع المجموعة المقرر عقده يوم الأحد.

العلاقات التجارية والطاقة
على الجانب التجاري، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصين وافقت على بدء عمليات شراء للطاقة الأميركية، مشيراً إلى احتمال إبرام صفقة كبرى قريباً لشراء النفط والغاز من ولاية ألاسكا. إلا أن محللين أبدوا شكوكهم حول قدرة هذه الخطوة على إحداث زيادة ملموسة في الطلب الصيني على الطاقة الأميركية، في ظل تباطؤ النشاط الصناعي العالمي وتراجع الزخم الاقتصادي في الصين