ارتفاع أسعار النفط بفعل مخاوف الإمدادات، وترقب للأسواق بشأن سياسات ترامب والطلب العالمي

ارتفاع أسعار النفط وسط اضطرابات الإمدادات ومخاوف الأسواق

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا يوم الثلاثاء بعد تراجعها الحاد الأسبوع الماضي، نتيجة المخاوف بشأن زيادة الإمدادات تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى جانب الشكوك حول الطلب على المدى الطويل

أداء تداولات النفط

خلال جلسة الثلاثاء، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر مارس بنسبة 1.1% لتصل إلى 77.00 دولارًا للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.2% لتسجل 74.08 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار النفط

جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتعطل عمليات تحميل النفط في ميناء السدرة الليبي، حيث أفاد مهندسان من المنشأة لوكالة رويترز بأن محتجين محليين منعوا ناقلة من تحميل النفط

كما أشار محللو “آي إن جي” إلى أن “رغم التراجع الأخير في سوق النفط، لا تزال أسواق الشرق الأوسط تُظهر قوة نسبية، حيث تجاوزت العلاوة السعرية على خام برنت حاجز الدولارين للبرميل

وأضافوا أن “العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا دفعت مشتري النفط الروسي للبحث عن بدائل، ما عزز زخم أسواق الشرق الأوسط منذ أواخر العام الماضي، رغم التراجع الأخير في أسعار ناقلات النفط.

تأثير سياسات ترامب وأوبك على الأسواق

وعلى الرغم من المكاسب الأخيرة، إلا أن النفط تعرض لخسائر بنحو 5% الأسبوع الماضي بعد إعلان دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية للطاقة ودعوته إلى زيادة الإنتاج الأمريكي

وبينما شكك المحللون في تأثير هذه الخطوة على الإمدادات في المدى القريب، إلا أنها تشير إلى احتمالية زيادة الإنتاج الأمريكي مستقبلًا، الذي وصل إلى مستوى قياسي يتجاوز 13 مليون برميل يوميًا في عام 2024

إلى جانب ذلك، طالب ترامب منظمة أوبك بزيادة الإنتاج لخفض الأسعار، فيما زادت التوترات في الأسواق بسبب تهديده بفرض تعريفات جمركية على الاقتصادات الكبرى، وخاصة الصين، مما قد يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط

ووفقًا لتقارير فاينانشال تايمز، يسعى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى فرض تعريفة استيراد عالمية بنسبة 2.5%، والتي قد ترتفع تدريجيًا، مما يضيف ضغوطًا إضافية على السوق

مخاوف الطلب والذكاء الاصطناعي

واجهت أسعار النفط ضغوطًا إضافية بسبب المخاوف من ضعف الطلب العالمي على الطاقة، خاصة بعد إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني ديبسيك، الذي يُقال إنه ينافس ChatGPT بكفاءة أعلى وتكاليف أقل

وأثار هذا التطور تساؤلات حول الاستثمارات المستقبلية في مراكز البيانات، إذ قد يؤدي انخفاض التوسع في هذه المراكز إلى تراجع الطلب على الطاقة

كما زادت المخاوف بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الصيني، التي جاءت أضعف من المتوقع، مما يشير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين رغم إجراءات التحفيز الحكومية