ارتفاع أسعار الذهب مع ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي والفضة تسجل مستوى تاريخيًا فوق 60 دولارًا للأونصة.

صعود الذهب بدعم من تفاؤل المستثمرين قبيل قرار الفيدرالي

حققت أسعار الذهب مكاسب ملحوظة خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مدعومة باستمرار حالة التفاؤل في الأسواق مع اقتراب صدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة. ويأتي ذلك في وقت واصلت فيه الفضة موجة صعودها القوية، مسجلة مستوى قياسيًا جديدًا عند 60 دولارًا للأونصة، وسط قيود متواصلة على جانب الإمدادات.

أداء الذهب في الأسواق

وخلال جلسة الثلاثاء، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 4,211.77 دولار للأونصة بحلول الساعة 3:21 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (20:21 بتوقيت غرينتش). كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.4% عند التسوية، لتستقر عند 4,236.2 دولار للأونصة.

العوامل الداعمة لحركة الأسعار

تعكس تحركات السوق قيام المستثمرين بتسعير توقعات بنمو قوي ومستدام في الطلب الصناعي على الفضة خلال السنوات المقبلة، وهو ما يفسر الزخم الصعودي اللافت في أسعارها، مدفوعًا باستمرار وتيرة الشراء. وفي هذا الإطار، أشار تقرير صادر عن جمعية الفضة العالمية إلى أن قطاعات رئيسية، من بينها الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والبنية التحتية المرتبطة بها، إضافة إلى مراكز البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مرشحة لقيادة نمو الطلب الصناعي على الفضة حتى عام 2030.

كما تلقت أسعار الفضة دعمًا إضافيًا من ضعف المعروض وتراجع مستويات المخزونات العالمية، إلى جانب تنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، فضلًا عن إدراج الفضة مؤخرًا ضمن قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، أوضحت ماريا سميرنوفا، مدير المحفظة الأول والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة “سبروت لإدارة الأصول”، أن المعادن بطبيعتها تتسم بتقلبات مرتفعة، إلا أن استمرار العجز في المعروض يجعل الاتجاه الصعودي للفضة السيناريو الأكثر ترجيحًا.

ترقب السياسة النقدية والبيانات الاقتصادية

وعلى صعيد السياسة النقدية، يختتم مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الذي يستمر يومين بإعلان قراره يوم الأربعاء، في وقت تسعر فيه الأسواق احتمالًا بنحو 87.4% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الأسبوع الجاري. وأشار بوب هابرشورن، كبير استراتيجيي الأسواق في “آر.جي.أو فيوتشرز”، إلى أن المكاسب الأخيرة للذهب تعود بدرجة كبيرة إلى الارتفاع الحاد في أسعار الفضة، إضافة إلى تصاعد التوقعات بخفض جديد لأسعار الفائدة.

وفي السياق ذاته، أظهر تقرير فرص العمل الأميركي الصادر عن وزارة العمل ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة إلى 7.67 مليون وظيفة خلال أكتوبر، متجاوزًا التوقعات البالغة 7.15 مليون وظيفة، ما يعكس متانة سوق العمل. ورغم ذلك، لفت هابرشورن إلى أن الذهب تجاهل تأثير هذه البيانات، مرجحًا أن تتجاوز أسعار الفضة مستوى 70 دولارًا للأونصة خلال النصف الأول من عام 2026، مع استمرار الذهب على مسار صاعد قد يدفعه نحو مستوى 5,000 دولار للأونصة