أسعار النفط تصعد بعد الضربة الإسرائيلية لقطر مع تركيز الأسواق على العقوبات الروسية

ارتفاع أسعار النفط الخام وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء مع تزايد حدة التوترات في الشرق الأوسط، بعد أن شنت إسرائيل هجومًا على مواقع تابعة لحركة حماس في قطر، الأمر الذي أثار مخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة من المنطقة الغنية بالنفط.

تداولات النفط الخام
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر بنسبة 1% لتصل إلى 67.02 دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.1% مسجلة 63.30 دولار للبرميل. ويتجه كلا العقدين لتسجيل مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي، مدعومين كذلك بتراجع إنتاج أوبك وحلفائها إلى ما دون التوقعات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

العوامل المؤثرة على السوق
أعلنت إسرائيل مساء الثلاثاء أنها استهدفت قيادة حماس في الدوحة، في خطوة أثارت ردود فعل قوية من مسؤولين أمريكيين وقطريين خشية انعكاسها على محادثات السلام الجارية. وقد دفعت هذه التطورات أسعار النفط للصعود بما يصل إلى 2%، لكنها قلصت بعض مكاسبها بعدما أكد مسؤولون أمريكيون أن الهجوم لن يتكرر. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من العملية، مشيرًا إلى أنه بصدد إصدار بيان رسمي حولها.

تلعب قطر، التي تستضيف قاعدة العديد الجوية كأكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، دورًا محوريًا في الوساطة بين إسرائيل وحماس إلى جانب مصر. وأكدت حماس أن الضربة الإسرائيلية فشلت في استهداف وفدها التفاوضي، لكنها أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.

في موازاة ذلك، وجدت أسعار النفط دعمًا إضافيًا من تصاعد المخاوف بشأن صادرات الخام الروسي. فقد ذكرت رويترز أن ترامب دعا الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية مرتفعة على الهند والصين بسبب استمرار اعتمادهما على الطاقة الروسية، وذلك بعد أن فرضت واشنطن بالفعل رسومًا تصل إلى 50% على الواردات الهندية، مع تهديدات بزيادات تصل إلى 100% على كل من نيودلهي وبكين. مثل هذه الإجراءات، إذا تم تطبيقها، قد تحد من إمدادات موسكو وتضغط عليها لإنهاء حربها المستمرة مع أوكرانيا، رغم أن البلدين لم يظهرا بعد نية للتراجع عن مشترياتهما.

بيانات المخزونات الأمريكية
على صعيد البيانات الأساسية، كشف تقرير معهد البترول الأمريكي عن ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 3.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 5 سبتمبر، مقارنة بتوقعات بتراجع قدره مليون برميل فقط. كما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 1.5 مليون برميل، في حين كان متوقعًا انخفاضها بـ200 ألف برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير – التي تشمل الديزل وزيت التدفئة – بمقدار 4.7 مليون برميل، متجاوزة بكثير التقديرات البالغة 35 ألف برميل. وكانت إدارة معلومات الطاقة قد حذرت في وقت سابق من أن ارتفاع المخزونات بالتزامن مع زيادة إنتاج أوبك+ قد يضع ضغوطًا كبيرة على أسعار الخام في الأشهر المقبلة، رغم استمرار الزخم الجيوسياسي