أسعار النفط تستعيد مكاسبها بعد موجة بيع حادة، وأرامكو السعودية ترفع أسعار البيع للمشترين الآسيويين

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، معوضة الخسائر الحادة التي سجلتها في الجلسة السابقة، حيث تعامل المستثمرون بحذر مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وفي الوقت نفسه، عكست البيانات التي أظهرت زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأمريكية إشارات على ضعف الطلب

تحركات أسعار النفط
خلال تعاملات الخميس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.7% لتصل إلى 75.16 دولارًا للبرميل، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط التي تنتهي في مارس بنسبة 0.8% إلى 71.61 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار النفط
تلقى السوق دعمًا بعد إعلان أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط عالميًا، عن زيادة كبيرة في أسعار البيع للمشترين الآسيويين، وهو ما يعكس قوة السوق المادية في الشرق الأوسط منذ بداية العام. ورفعت الشركة سعر خامها العربي الخفيف إلى آسيا بمقدار 2.40 دولار للبرميل، ليصل إلى 3.90 دولار فوق المؤشر القياسي، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2023، وأكبر زيادة شهرية منذ أغسطس 2022

في المقابل، تعرضت الأسعار لضغوط بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التي كشفت عن ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 8.7 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 31 يناير، متجاوزة توقعات المحللين التي أشارت إلى زيادة قدرها 2.4 مليون برميل. ويعكس هذا الارتفاع الكبير في المخزونات تراجع الطلب، حيث يشير تخزين كميات أكبر من الخام إلى وفرة المعروض مقارنة بالاستهلاك، مما قد يشكل ضغطًا هبوطيًا على الأسعار

كما أظهرت البيانات ارتفاع إمدادات البنزين، مقابل تراجع مخزونات المقطرات، في إشارة إلى ضعف استهلاك المنتجات البترولية

التوترات التجارية وتأثيرها على النفط
على الصعيد الجيوسياسي، زادت المخاوف من تراجع الطلب العالمي على النفط بعد فرض البيت الأبيض رسومًا جمركية بنسبة 10% على السلع الصينية، مما دفع بكين إلى الرد بفرض تعريفات انتقامية على واردات الطاقة الأمريكية، بما في ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي المسال والفحم. ومن شأن هذه الإجراءات أن تعرقل تدفقات النفط الأمريكي، التي بلغ متوسطها مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الأخيرة، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق