أسعار الخام ترتفع بدعم من التوقعات الإيجابية حول إنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية.

أرتفاع أسعار النفط بدعم توقعات انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي

سجلت أسعار النفط مكاسب محدودة عند إغلاق تعاملات يوم الاثنين، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين حيال إحراز تقدم في إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي، ما ساهم في تعزيز شهية المخاطرة ورفع المعنويات في الأسواق.

تداولات الخام
وخلال الجلسة، ارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 43 سنتاً، أي ما يعادل 0.6% لتغلق عند 64.06 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 38 سنتاً أو 0.6% ليصل إلى 60.18 دولاراً للبرميل.

العوامل المؤثرة
يأتي هذا الصعود بعد أسبوع من الخسائر المتتالية للخامين القياسيين، حيث تراجع كلاهما بنحو 2% في ثاني أسبوع سلبي على التوالي، وسط توقعات باستمرار فائض المعروض العالمي نتيجة زيادة إنتاج تحالف “أوبك+” وتسجيل الولايات المتحدة مستويات قياسية في إنتاج النفط.

كما تظل الأسواق متأثرة بالشكوك حول فعالية العقوبات الأمريكية الأخيرة على شركات النفط الروسية، إذ أشار المحلل تيم إيفانز إلى أن العقوبات المفروضة على روزنفت ولوك أويل قد لا تكفي للحد الفعلي من صادرات النفط الروسية.

وفي إطار إدارة الإنتاج، أعلن تحالف “أوبك+” خلال الشهر الجاري زيادة طفيفة في الإنتاج اعتباراً من ديسمبر، مع تعليق أي زيادات إضافية في الربع الأول من عام 2026، غير أن المحللين يرون أن هذه الخطوة قد لا تكفي لتقليص فائض المعروض. وأوضح إيفانز أن السوق قد يتجه نحو توازن أقرب إلى فائض محدود، وليس نحو عجز يدعم الأسعار.

وأظهرت البيانات الأخيرة ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، بالتوازي مع تضاعف كميات النفط المخزنة على متن السفن في المياه الآسيوية، نتيجة تقلص واردات الصين والهند من الخام الروسي تحت تأثير العقوبات الغربية.

وفي تطور آخر، أعلنت شركة لوك أويل الروسية حالة القوة القاهرة في حقل “غرب القرنة-2” في العراق، بعد أن أعاقت العقوبات الغربية عملياتها، فيما تواجه الشركة ضغوطاً إضافية مع اقتراب الموعد النهائي المحدد من الولايات المتحدة في 21 نوفمبر لوقف التعاملات التجارية معها، عقب انهيار صفقة بيع أصولها لشركة التداول السويسرية غونفور.

الجانب السياسي وتأثيره على السوق
على الصعيد السياسي، عززت الأنباء القادمة من واشنطن المعنويات الإيجابية، بعدما تحرك مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأحد للموافقة على إجراء لإعادة فتح الحكومة الفيدرالية وإنهاء الإغلاق الذي استمر 40 يوماً، والذي تسبب في تعطيل المؤسسات الحكومية وتأجيل المساعدات الغذائية واضطرابات في قطاع الطيران.

وبحسب محللي PVM، فإن الخطوة الأولى نحو إنهاء الإغلاق ساهمت في تعزيز شهية المستثمرين للمخاطرة ومنحت الأسواق دعماً نفسياً مؤقتاً، مع التحذير من أن اضطرابات الطيران الناتجة عن الإغلاق قد تؤثر مؤقتاً على الطلب على وقود الطائرات، إذ تم إلغاء أكثر من 2,800 رحلة وتأجيل نحو 10,200 رحلة يوم الأحد، في أسوأ يوم اضطرابات منذ بدء الإغلاق.

توقعات الأسواق
في ظل هذه المعطيات، لا يزال توازن أسواق النفط هشاً، إذ تتقاطع عوامل التفاؤل السياسي مع ضغوط وفرة المعروض والمخاوف بشأن فعالية العقوبات الغربية. ومع استمرار حالة عدم اليقين حول الإمدادات والتطورات الجيوسياسية، يُرجح أن تظل الأسعار ضمن نطاق محدود على المدى القريب، مع ميل طفيف للصعود إذا استمر الزخم الإيجابي بشأن إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي