ياردني: وصول الذهب إلى 4,000 دولار مسألة وقت لا أكثر
ترى أبحاث ياردني أن ارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى 4,000 دولار للأوقية ليس مسألة “إذا”، بل “متى”، مدفوعةً بطلب متزايد من البنوك المركزية وتراجع الثقة العالمية في الدولار الأمريكي.
وعلى عكس موجات الصعود السابقة التي ارتبطت غالباً بارتفاع معدلات التضخم، فإن الصعود الحالي يرتكز على عوامل جيوسياسية ورغبة الدول في تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار
فقد سرعت مجموعة واسعة من الدول، مثل الصين والهند وتركيا ودول الخليج، من مشترياتها من الذهب، كرد فعل على ما تعتبره تسييسًا متزايدًا للعملة الأمريكية. واكتسب هذا التوجه زخمًا كبيرًا بعد أن جمدت الولايات المتحدة احتياطيات روسيا الأجنبية في عام 2022، مما دفع العديد من الدول إلى مراجعة اعتمادها على الدولار، وبدأت حركة أوسع نحو “نزع الدولرة
وأضاف تقرير ياردني الصادر يوم الأربعاء أن “سياسات الرئيس ترامب المالية المتحدية واستهدافه لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي ساهمت بدورها في تسريع هذا التحول
وأشار التقرير إلى أن تراكم الذهب من قبل البنوك المركزية، مثل بنك الشعب الصيني، يعكس حاجة ملحة لتقليل الاعتماد على الدولار. فقد رفع البنك احتياطياته الذهبية لسبعة أشهر متتالية، رغم ارتفاع الأسعار بنسبة 27% منذ بداية العام. ومع ذلك، لا تزال حصة الذهب في احتياطيات الصين منخفضة مقارنة بنظرائها، ما يشير إلى إمكانية استمرار وتيرة الشراء
كما كثفت مجموعات البريكس والبريكس+ جهودها لتأسيس بدائل للدولار. وتمتلك هذه الدول مجتمعة 42% من إجمالي احتياطيات البنوك المركزية العالمية، إلا أن الذهب يشكل فقط 10% من تلك الاحتياطيات، مما يترك مجالًا واسعًا لمزيد من التراكم
وأوضح ياردني أن “المملكة العربية السعودية تدرس الانضمام إلى مجموعة البريكس+، وفي حال حدوث ذلك، فإن احتمال تسعير النفط باليوان الصيني قد يُقوّض نظام البترودولار الذي ظل قائمًا لعقود
في المقابل، تساهم التوترات السياسية والمالية في الداخل الأمريكي في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن، حيث أثارت هجمات ترامب على الفيدرالي ومستويات الدين المرتفعة قلقًا بين مديري الاحتياطيات في أنحاء العالم
وبينما لا يزال الدولار يهيمن على نحو 58% من الاحتياطيات العالمية، حذّر تقرير ياردني من أن هذا الوضع قد لا يدوم إلى الأبد: إذا حاول ترامب إقالة جيروم باول، فقد يُسرّع من وتيرة صعود الذهب
ويشير التقرير أيضًا إلى أن الطلب القوي على الذهب لا يقتصر على البنوك المركزية فقط، بل يشمل المستثمرين أيضاً. فقد نقل ياردني عن جوني تيفيس من قوله إن الضبابية المستمرة تدفع إلى تنويع المحافظ الاستثمارية، وهو ما يصب في مصلحة الذهب
ويختتم ياردني بالتأكيد على أن استمرار هذا التوجه نحو الذهب قد يدفع مستقبلاً الاقتصاديين إلى اعتبار “الامتياز الباهظ” الذي تتمتع به واشنطن بفضل هيمنة الدولار، بمثابة “بقايا بربرية” خاصة بها