واصل الذهب خسائره ليتداول دون مستوى 4,000 دولار للأوقية، مع تحسن التوقعات بشأن التوصل إلى تفاهم تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم

انخفضت أسعار الذهب بشكل حاد خلال تعاملات يوم الاثنين، متراجعة دون مستوى 4,000 دولار للأوقية، مع تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة بفعل تصاعد مؤشرات الانفراج في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة خلال الأسبوع الجاري.

تداولات الذهب
تراجع الذهب الفوري بنسبة 2.7% ليسجل 4,002.29 دولار للأوقية بحلول الساعة 1:45 ظهرًا بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي (17:45 بتوقيت غرينتش)، بعدما لامس في وقت سابق أدنى مستوى له منذ 10 أكتوبر عند 3,970.81 دولار للأوقية. كما انخفضت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 2.9% لتغلق عند 4,019.70 دولار للأوقية.

العوامل المؤثرة على الأسعار
وكان المعدن النفيس قد سجل قمة تاريخية عند 4,381.21 دولار في 20 أكتوبر، قبل أن يفقد 3.2% من قيمته الأسبوع الماضي وسط تراجع المخاوف التجارية. التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي بين واشنطن وبكين أسهم في تهدئة التوترات وخفّض الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
وجاء هذا التطور بعد إعلان المفاوضين الأميركيين والصينيين التوصل إلى إطار أولي لاتفاق يشمل تجميد أي زيادات جديدة في الرسوم الجمركية وتأجيل القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة، على أن يُستكمل النقاش بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ في لقائهما المقرر يوم الخميس المقبل.

وفي السياق ذاته، أوضح جيفري كريستيان، الشريك الإداري في مجموعة “سي بي إم”، أن الذهب يتعرض لضغوط فنية طبيعية بعد موجة الارتفاع القوية التي دفعته من 3,800 إلى 4,400 دولار خلال الأسابيع الأولى من أكتوبر.
أما على صعيد السياسة النقدية، فتشير توقعات الأسواق إلى احتمالية تقارب 97% بأن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يوم الأربعاء، وهو ما قد يمنح الذهب دعمًا مستقبليًا في ظل بيئة الفائدة المنخفضة التي تعزز جاذبيته.

التوقعات المستقبلية
ورغم أن النظرة طويلة الأجل لا تزال إيجابية للمعدن الأصفر، إلا أن بعض المحللين يرون أن الزخم الصعودي قد يواجه بعض التحديات. فقد خفّضت مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” توقعاتها لسعر الذهب إلى 3,500 دولار للأوقية بنهاية عام 2026، مشيرة إلى أن ارتفاع الأسعار بنسبة 25% منذ أغسطس يُعد مبالغًا فيه مقارنة بدورات الصعود السابقة