هبوط الذهب مع تزايد شهية المخاطرة إثر اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة واليابان

الذهب يتراجع هامشيًا متأثرًا باتفاق التجارة الأمريكي–الياباني وسط ارتفاع شهية المخاطرة

سجلت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا في تداولات يوم الأربعاء، مع تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة بعد إعلان اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة واليابان، مما زاد من شهية المستثمرين للمخاطرة وقلّص من جاذبية المعدن النفيس.

أداء الذهب خلال التداولات

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,429.01 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب بنفس النسبة لتسجل 3,440.60 دولارًا للأوقية، في ظل استجابة الأسواق للتطورات الجديدة على صعيد التجارة الدولية.

عوامل الضغط على أسعار الذهب

وجاء التراجع الطفيف في أسعار الذهب عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان، يتضمن فرض رسوم جمركية مخفّضة بنسبة 15% فقط على واردات السيارات اليابانية، مقارنة بالرسوم المقترحة سابقًا والبالغة 25%. وقد ساهمت هذه الخطوة في تهدئة المخاوف التجارية ودفعت مؤشرات الأسهم اليابانية إلى أعلى مستوياتها في عام، ما عزز شهية المخاطرة على حساب الملاذات الآمنة.

ورغم هذه التهدئة النسبية، فإن خسائر الذهب بقيت محدودة، في ظل استمرار تطبيق رسوم جمركية مرتفعة بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم، وهو ما يشير إلى بقاء جزء من التوترات التجارية قائمًا. كما زادت حالة عدم اليقين السياسي في اليابان من الضغوط، وسط تكهنات بإمكانية استقالة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا بعد الهزيمة الساحقة التي مُني بها حزبه في انتخابات مجلس الشيوخ.

الذهب يحافظ على مكاسب أسبوعية رغم التراجع

وعلى الرغم من هذا التراجع المحدود، لا يزال الذهب يسجل مكاسب أسبوعية تفوق 2%، مدعومًا بالطلب المتواصل على التحوط من التوترات الجيوسياسية والمخاوف المرتبطة بالحرب التجارية العالمية. ويتداول المعدن الأصفر حاليًا قرب أعلى مستوياته التاريخية المسجلة في أبريل الماضي عند 3,500 دولار للأوقية.

كما ارتفعت أسعار الذهب بنحو 30% منذ بداية العام، بدعم من مشتريات البنوك المركزية وتصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية عالميًا.

العوامل الاقتصادية والسياسية تدعم الذهب

يُعرف الذهب بأنه ملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في فترات عدم اليقين أو الأزمات، كما يستفيد في بيئات انخفاض أسعار الفائدة بسبب تراجع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعوائد.

في الوقت الحالي، لا تتوقع الأسواق أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في يوليو، إلا أن بعض المحللين يشيرون إلى أن استقلالية الفيدرالي قد تتعرض لضغوط متزايدة نتيجة التدخلات السياسية، بحسب استطلاع أجرته وكالة “رويترز” لآراء اقتصاديين