هبوط الذهب مدفوعًا بصعود الدولار وتقلص الحاجة للتحوّط بفعل آمال اتفاق تجاري

الذهب يتراجع مع صعود الدولار وتفاؤل تجاري بين واشنطن وبروكسل

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الجمعة، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي وتزايد التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما قلّص من الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن لصالح الأصول ذات المخاطر الأعلى.

أداء الذهب في جلسة الجمعة

شهدت أسعار الذهب ضغوطًا بيعية خلال الجلسة، حيث تراجع السعر الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,336.01 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 02:01 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1801 بتوقيت غرينتش). كما انخفضت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 1.1% لتستقر عند 3,335.6 دولارًا للأونصة.

عوامل الضغط على الذهب

جاء هذا التراجع مدفوعًا بصعود مؤشر الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين، الأمر الذي جعل شراء الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، وبالتالي حدّ من الطلب على المعدن.

وفي سياق متصل، ساهم تحسن المناخ التجاري العالمي في تقليص جاذبية الذهب كأداة تحوط. فقد كان الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة واليابان بمثابة خطوة مهمة، في حين تترقب الأسواق احتمالات التوصل لاتفاق تجاري مشابه بين واشنطن وبروكسل قبل حلول الأول من أغسطس.

ورغم تفاؤل المفوضية الأوروبية بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب، إلا أن دول الاتحاد الأوروبي صادقت على إجراءات جمركية مضادة كخطة بديلة في حال فشل المفاوضات.

بيانات أمريكية وتعليقات سياسية مؤثرة

على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت المؤشرات تراجع طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر، مما يعكس استقرار سوق العمل رغم تباطؤ وتيرة التوظيف.

هذا الاستقرار قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) المبرر للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب، ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.50%، رغم وجود ضغوط تضخمية ناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا.

وفي خطوة غير تقليدية، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة مفاجئة لمقر الاحتياطي الفيدرالي، في محاولة جديدة للضغط على رئيس البنك جيروم باول من أجل تسريع وتيرة خفض الفائدة، مؤكدًا دعوته لمزيد من التيسير النقدي.

توقعات السوق

يرى محللون أن الذهب قد يجد دعمًا فنيًا عند مستوى 3,300 دولار للأونصة، إلا أن فرص تسجيل مستويات قياسية جديدة ستعتمد بشكل رئيسي على نتائج اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل، وما إذا كان سيصدر إشارات بشأن خفض محتمل للفائدة لاحقًا هذا العام.

ويُذكر أن الذهب عادةً ما يُظهر أداءً قويًا في أوقات الضبابية الاقتصادية والسياسات النقدية التوسعية، لا سيما عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة