هبوط الذهب إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع بالتزامن مع تحسن الأجواء في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

هبوط أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع وسط تفاؤل بالمحادثات التجارية بين واشنطن وبكين

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات الثلاثاء إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، متأثرة بتراجع الطلب عليه كملاذ آمن نتيجة تصاعد التفاؤل بشأن تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وجاء هذا التحرك في وقت تتجه فيه أنظار الأسواق إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب هذا الأسبوع لاتخاذ قرار جديد بشأن أسعار الفائدة.

على صعيد التداولات، انخفضت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 3964.35 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 17:45 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامست أدنى مستوى لها منذ السادس من أكتوبر، فيما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 0.9% لتغلق عند 3983.10 دولاراً للأونصة.

ورغم التراجع الحالي، لا يزال المعدن النفيس محتفظاً بمكاسب قوية منذ بداية العام تجاوزت 51%، مدعوماً بتصاعد التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية إلى جانب توقعات خفض الفائدة الأمريكية، ما عزز جاذبيته كملاذ آمن. إلا أن التطورات الإيجابية الأخيرة على صعيد العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين أدت إلى تراجع الطلب النسبي على الأصول الدفاعية. فقد أفادت تقارير بأن الجانبين حققا تقدماً ملموساً في المفاوضات، وسط توقعات بإبرام اتفاق مبدئي خلال القمة المرتقبة بين الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب نهاية الأسبوع الجاري.

وأدى هذا التحسن في مناخ المخاطرة إلى ارتفاع المؤشرات الأمريكية لمستويات قياسية جديدة، في وقت تراجعت فيه شهية المستثمرين تجاه الذهب والمعادن الآمنة الأخرى. كما يترقب المتعاملون نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وسط توقعات بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لدعم وتيرة النمو، وهو ما قد يترك تأثيراً مزدوجاً على الأسعار بين المدى القصير والمتوسط.

ورغم الاتجاه الهبوطي الأخير، تظل النظرة المستقبلية للمعدن الأصفر متباينة؛ فبينما يرى بعض المحللين أن السوق تمر بمرحلة تصحيح طبيعية بعد موجة صعود قوية، يرجّح آخرون إمكانية استئناف الارتفاع في حال استمر تباطؤ النمو العالمي أو تزايدت المخاطر الجيوسياسية. وتشير تقديرات الأسواق إلى إمكانية وصول الأسعار إلى مستوى 4980 دولاراً للأونصة خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، في حين خفّضت مؤسسات مالية مثل “سيتي” و”كابيتال إيكونوميكس” توقعاتها للأسعار، بينما توقع “بنك أوف أميركا” أن يشهد الذهب مزيداً من التراجع نحو 3800 دولار للأونصة خلال الربع الرابع من العام الجاري، في ظل مؤشرات على حالة تشبّع شرائي دفعت السوق إلى موجة تصحيح طبيعية