هبوط أسعار النفط بفعل زيادة إنتاج أوبك+ يعمّق القلق من تخمة المعروض في الأسواق العالمية

النفط يهبط بفعل خطط “أوبك+” لزيادة الإنتاج وتنامي المخاوف الاقتصادية في أمريكا

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الإثنين، متأثرة بإعلان مجموعة من كبار المنتجين عن نيتهم رفع الإنتاج اعتبارًا من سبتمبر، إلى جانب تزايد القلق بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتداعيات الرسوم الجمركية الأخيرة.

أداء أسعار النفط

هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر بنسبة 1.8% لتستقر عند 68.38 دولارًا للبرميل، فيما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.1% لتغلق عند 65.89 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد حققا مكاسب قوية في الأسبوع السابق، بدعم من تهديدات أمريكية بفرض عقوبات جديدة على صادرات النفط الروسي، ما زاد من المخاوف بشأن تقلص المعروض العالمي.

أبرز المحركات المؤثرة

واصلت إدارة ترامب الضغط على الدول المستوردة للنفط الروسي، إذ حذرت من فرض عقوبات على الهند في حال استمرارها في شراء الخام من موسكو، الأمر الذي يهدد نحو 1.7 مليون برميل يوميًا من الإمدادات الروسية.
وإذا لم تجد هذه الكميات مشترين بديلين، فقد يتم امتصاص الفائض المتوقع في السوق خلال الربع الرابع من عام 2025، مما قد يدفع “أوبك+” إلى إعادة النظر في مسار زيادة الإنتاج وتشديد الإمدادات لاحقًا.

وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات اقتصادية أمريكية مؤشرات على تراجع النشاط، مع تباطؤ في نمو الوظائف وضعف في مؤشر مديري المشتريات، ما يعزز التوقعات بانكماش اقتصادي ينعكس سلبًا على الطلب على الوقود.
كما أثارت الرسوم الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا، وتشمل عشرات الدول، قلقًا إضافيًا بشأن مستقبل التجارة العالمية وسلاسل التوريد، وهو ما يزيد من الضغوط على أسعار النفط.

قرار “أوبك+” برفع الإنتاج

أعلنت مجموعة “أوبك+”، التي تضم دول منظمة أوبك وعددًا من حلفائها، عن اتفاق لزيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميًا خلال شهر سبتمبر، وهو نفس مستوى الزيادة المعتمد في أغسطس.
وتمثل هذه الخطوة الشهر السادس على التوالي من الزيادات التدريجية ضمن خطة الكارتل لإنهاء التخفيضات التاريخية التي استمرت لعامين.
لكن القرار أثار مخاوف من تخمة محتملة في المعروض خلال الأشهر المقبلة، ما قد يحدّ من تأثير العقوبات الأمريكية المشددة على روسيا.

ورغم تراجع الأسعار، فقد قدّمت التهديدات الأمريكية بفرض رسوم إضافية على كبار مستوردي النفط الروسي، مثل الصين والهند، دعمًا نسبيًا للأسواق الأسبوع الماضي، في ظل ترقب المستثمرين لتطورات العرض والطلب العالمي