مكاسب الذهب الأسبوعية تتجاوز حاجز 2 بالمئة بدعم من استمرار الطلب على الملاذات الآمنة.

الذهب يحافظ على مستوياته القياسية بدعم توقعات خفض الفائدة وتراجع الدولار

حافظت أسعار الذهب على مكاسبها القياسية في ختام تداولات الأسبوع الماضي، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي أمام معظم العملات الرئيسية واستمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، مما عزز جاذبية المعدن النفيس كأداة تحوط في الأسواق العالمية.

تداولات الذهب
خلال جلسة الجمعة الماضية، ارتفعت العقود الفورية للذهب بنسبة 1.2% لتسجل نحو 4019 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 20:18 بتوقيت غرينتش، بينما أنهى المعدن الأصفر الأسبوع على مكاسب قوية بلغت حوالي 2.3%، في استمرار للمسار الصاعد الذي يهيمن على تداولاته منذ بداية الشهر.

العوامل المؤثرة على الأسعار
كانت أسعار الذهب قد تعرضت في الجلسات السابقة لضغوط نتيجة تفاؤل الأسواق بانتهاء الحرب في غزة وعودة الاستقرار النسبي لمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم في الأصول الآمنة لصالح الأصول ذات المخاطر الأعلى.

وفي الوقت نفسه، صدرت بيانات التضخم الأمريكية لشهر سبتمبر بالتزامن مع دخول الإغلاق الحكومي أسبوعه الثاني، ما أثار تكهنات بأن استمرار الأزمة السياسية لن يترك أثراً كبيراً على النشاط الاقتصادي أو على توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.

التوقعات والسياسة النقدية
شهدت جلسة الجمعة انتعاشاً في الطلب على الذهب بدعم من توقعات متزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر نهاية أكتوبر.
وجاءت هذه التوقعات بعد تصريحات عضو الفيدرالي ماري دالي، التي أشارت إلى أن التضخم جاء دون المخاوف السابقة، وأن تباطؤ سوق العمل أصبح مصدر قلق أكبر، مؤكدة أن المجلس مستعد لمزيد من خفض الفائدة ضمن إطار إدارة المخاطر.

تلك التصريحات انعكست فوراً على أداء الدولار الأمريكي، حيث تراجع مؤشره بنحو 0.13% ليستقر قرب 99.267 نقطة، ما ساعد على تعزيز مكاسب الذهب المقوم بالدولار خلال التداولات.

المشهد الاقتصادي الأمريكي
يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي لليوم العاشر على التوالي بعد فشل مجلس الشيوخ في تمرير مشاريع قوانين تمويل مؤقتة للمرة السابعة. من جانبه، أكد عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر دعمه لتخفيض الفائدة خلال الفترة المقبلة، لكنه شدد على أهمية التحرك بحذر في ظل تباين المؤشرات الاقتصادية.

وأظهرت بيانات جامعة ميشيغان تراجع مؤشر ثقة المستهلكين إلى 55 نقطة في أكتوبر مقابل 55.1 في سبتمبر، فيما انخفضت توقعات التضخم لعام واحد إلى 4.6% من 4.7%، واستقرت التوقعات طويلة الأجل عند 3.7%.

وفي سياق آخر، عادت المخاوف التجارية إلى الواجهة بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد فيها برفع الرسوم الجمركية على الصين بشكل حاد، رداً على القيود المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، مما أعاد التوتر التجاري العالمي إلى دائرة الاهتمام مجدداً