ضغوط على أسعار النفط بعد تقليص وكالة الطاقة الدولية لتوقعات الطلب، والأنظار تتجه نحو قرارات التعريفات الجمركية

تراجع أسعار النفط الخام في تداولات أمس

شهدت أسعار النفط تراجعًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرةً بخفض وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط، رغم أن الخسائر جاءت محدودة بدعم من احتمالات تعليق بعض الرسوم الجمركية الأمريكية على قطاع السيارات

أداء النفط في الأسواق

ففي تعاملات الأمس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو بنسبة 0.8% لتسجل 64.37 دولارًا للبرميل، كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة إلى 61.04 دولارًا للبرميل

عوامل الضغط على الأسعار

أعلنت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من يوم الثلاثاء عن خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام إلى 730 ألف برميل يوميًا، مقارنةً بتقدير سابق عند 1.03 مليون برميل يوميًا، مع تقليص توقعات العام المقبل إلى 690 ألف برميل يوميًا، في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية

بدورها، خفّضت منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر يوم الاثنين تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 بمقدار 150 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 1.30 مليون برميل يوميًا. ويعكس هذا التعديل بيانات ضعيفة للربع الأول من العام، إلى جانب تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، ما دفع المنظمة أيضًا إلى تقليص توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي لعامي 2025 و2026

وعلى مدار معظم العام الجاري، ظلّت المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، خاصةً في ظل الحرب التجارية التي أشعلتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تضغط على أسواق النفط. وكانت عقود الخام قد لامست أدنى مستوياتها في أربع سنوات الأسبوع الماضي

عوامل داعمة للهدوء

في المقابل، سادت حالة من الارتياح الحذر في الأسواق بعد تصريحات الرئيس ترامب يوم الاثنين، التي أشار فيها إلى احتمال إعفاء بعض واردات السيارات الأجنبية، لا سيما القادمة من المكسيك وكندا، من رسوم جمركية بنسبة 25%. كما أعلنت الإدارة الأمريكية في وقت سابق عن استثناءات لبعض الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة المستوردة من الصين

ورغم ذلك، بقي الحذر يسيطر على المستثمرين مع استمرار إدارة ترامب في المضي قدمًا بخطط فرض رسوم جمركية محتملة على واردات أشباه الموصلات والأدوية، حيث أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن فتح تحقيق رسمي بهذا الخصوص يوم الاثنين

مستجدات في الصين والمنطقة

وعلى صعيد آخر، أظهرت بيانات حديثة انتعاشًا قويًا في واردات الصين من النفط الخام خلال مارس، مدعومًا بزيادة كبيرة في مشتريات النفط الإيراني والروسي قبل دخول العقوبات الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ. وعلى الرغم من تراجع واردات الصين من السلع الأساسية خلال الربع الأول من عام 2025، فإن ارتفاع الواردات النفطية في مارس بعث بعض التفاؤل في الأسواق

في سياق متصل، انطلقت في 12 أبريل/نيسان الجاري محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط، سلطنة عُمان، بهدف التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وسط ترقب لمدى تأثير نتائج هذه المفاوضات على مستقبل العقوبات الأمريكية المفروضة على صادرات النفط الإيرانية