صعود النفط بعد تراجع الدولار وتباين المؤشرات العالمية

النفط يغلق على مكاسب مع تراجع الدولار وسط غموض اقتصادي وتجاري

أنهت أسعار النفط جلسة تداولات يوم الخميس على ارتفاع، مستفيدة من تراجع الدولار الأمريكي، في ظل أجواء من الغموض المحيط بالاقتصاد العالمي، والتقلبات المتعلقة بالسياسات الجمركية الأمريكية، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية في الحرب الروسية الأوكرانية

أداء النفط في الأسواق

ارتفعت عقود خام برنت بمقدار 43 سنتًا، أو ما يعادل 0.7%، لتغلق عند 66.55 دولارًا للبرميل، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 52 سنتًا، أي بنسبة 0.8%، لتستقر عند 62.79 دولارًا للبرميل

العوامل المؤثرة على أسعار الخام

على الصعيد الاقتصادي الأمريكي، أظهرت بيانات حديثة تسجيل ارتفاع طفيف في طلبات إعانات البطالة، ما يعكس مرونة سوق العمل رغم الضغوط الناجمة عن الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات. وتواجه العديد من الشركات الأمريكية تحديات ارتفاع التكاليف، ما دفعها إلى رفع الأسعار وتقليص التوقعات المستقبلية، في ظل اضطرابات مستمرة في سلاسل الإمداد العالمية

وفي الوقت ذاته، شدد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على ضرورة التريث في تعديل السياسات النقدية، مؤكدين عدم وجود نية قريبة لرفع أو خفض أسعار الفائدة حتى تتضح التداعيات الكاملة للسياسات الجمركية على الاقتصاد

ضعف الدولار يدعم النفط

ساهم تراجع الدولار الأمريكي، الذي انخفض يوم الخميس بفعل الإحباط من غياب أي تقدم ملموس في محادثات التهدئة التجارية بين واشنطن وبكين، في دعم أسعار النفط. ويؤدي انخفاض الدولار إلى زيادة جاذبية السلع المقومة به، مثل النفط، للمشترين من خارج الولايات المتحدة

تطورات على صعيد المعروض

من جانب آخر، برزت إشارات دبلوماسية متعلقة بالملف النووي الإيراني، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداده للتوجه إلى أوروبا لاستئناف المفاوضات، بينما أكدت فرنسا استعدادها للحوار بشرط التزام طهران الجاد. وقد تُمهّد أي انفراجة في هذا الملف لرفع العقوبات عن صادرات النفط الإيراني، ما يُعيد إمدادات أحد أكبر منتجي “أوبك” إلى السوق العالمي

أما في الحرب الروسية الأوكرانية، فقد شنت موسكو هجمات جوية وصاروخية على العاصمة كييف، ما دفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لانتقاد نظيره الروسي قائلًا: “فلاديمير، كفى!”. كما حمّل ترامب الرئيس الأوكراني مسؤولية تعطيل محادثات السلام، وهو ما قد يؤثر في وتيرة تدفق النفط الروسي، في ظل استمرار مساعي الاتحاد الأوروبي لتقليص اعتماده على الطاقة الروسية، بخطة للتخلص منها تدريجيًا بحلول عام 2027

في ذات السياق، ذكرت وكالة رويترز أن عدة دول ضمن تحالف “أوبك+” اقترحت تسريع وتيرة رفع الإنتاج خلال شهر يونيو، للمرة الثانية على التوالي، وذلك استجابة لارتفاع الطلب العالمي على الخام