صعود أسعار النفط مع أستمرار التوترات بالشرق الأوسط وتراجع مؤشر الدولار وسندات الخزانة الأمريكية

سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعًا طفيفًا في التعاملات الآسيوية، مدعومة بانخفاض مؤشر الدولار وترقب الأسواق لقرار خفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي المتوقع خلال الأسبوع الجاري. ومع ذلك، كانت المكاسب محدودة بسبب القلق المستمر من تباطؤ الطلب، خاصة بعد صدور بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع. في الوقت نفسه، شهد الإنتاج الأمريكي انتعاشًا متأثرًا بإعصار فرانسين في خليج المكسيك

تداولات النفط: خلال تداولات يوم الاثنين، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر بمقدار 38 سنتًا لتصل إلى 71.99 دولارًا للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة للخام الأمريكي لشهر أكتوبر بمقدار 49 سنتًا لتصل إلى 69.14 دولارًا للبرميل، وذلك حتى الساعة 0700 بتوقيت غرينتش

العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام: تأثرت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الاثنين بسبب مخاوف من تراجع الطلب الصيني، نتيجة توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين. وفي هذا السياق، قامت بنوك مثل جولدمان ساكس وسيتي جروب بخفض توقعاتهما للنمو الاقتصادي الصيني إلى 4.7% لعام 2024، وذلك بعد تسجيل أدنى مستويات للإنتاج الصناعي منذ خمسة أشهر في أغسطس، مما أثر سلبًا على أسعار النفط

كما ساهم ارتفاع الإنتاج النفطي الصيني بنسبة 2.1% خلال الفترة بين يناير وأغسطس 2024، مقارنة بالعام السابق، في الضغط على الأسعار. ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الصيني، تم إنتاج 142.79 مليون طن من النفط في الأشهر الثمانية الأولى من العام، بينما انخفضت الواردات بنسبة 3.1% على أساس سنوي لتصل إلى 366.91 مليون طن. كذلك، انخفض حجم تكرير النفط بنسبة 1.2% ليصل إلى 472.53 مليون طن

من جهة أخرى، كان انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي عامل دعم رئيسي لأسعار النفط. الأسواق تترقب اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأربعاء المقبل، حيث من المتوقع أن يبدأ البنك المركزي دورة جديدة من التيسير النقدي، مع احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس. ورغم تباين توقعات المتداولين، فإن خفض الفائدة يعزز آفاق النمو الاقتصادي، ما قد يسهم في دعم الطلب على الوقود في الولايات المتحدة خلال الأشهر القادمة

من ناحية أخرى، أشارت البيانات الاقتصادية الصينية الصادرة مؤخرًا إلى استمرار الضعف في الاقتصاد الصيني، أكبر مستورد للنفط في العالم. ومن المحتمل أن تتخذ بكين المزيد من الإجراءات التحفيزية لدعم النمو الاقتصادي، رغم توقعات بأن يظل الناتج المحلي الإجمالي دون الهدف الحكومي البالغ 5% للربع الثالث. هذه المخاوف دفعت منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية إلى خفض توقعاتهما لنمو الطلب على النفط هذا العام، مما أدى إلى هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات الأسبوع الماضي، قبل أن تشهد انتعاشًا طفيفًا