سوق النفط يتراجع بفعل بيانات أمريكية سلبية، متجاهلًا قرار ترامب بتجميد الرسوم الجمركية

انخفاض أسعار النفط الخام في تداولات الخميس بفعل بيانات اقتصادية سلبية

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الخميس، متخليةً عن مكاسبها السابقة، وذلك بعد صدور بيانات أظهرت انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من العام، في إشارة إلى أن السياسات التجارية المتقلبة التي تنتهجها إدارة ترامب بدأت تؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي

أداء الخام في الأسواق

سجلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو تراجعًا بنسبة 0.7% لتستقر عند 63.89 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.6% لتبلغ 61.47 دولارًا للبرميل

عوامل الضغط على أسعار النفط

رغم تسجيل النفط مكاسب خلال الأسبوع مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بعد الهجوم الروسي العنيف على أوكرانيا، إضافة إلى القيود المفروضة على صادرات شيفرون من الخام الفنزويلي، إلا أن السوق لا تزال تحت ضغط المخاوف المرتبطة بتراجع الطلب وتباطؤ النمو العالمي، مما أدى إلى تداول الأسعار عند مستويات منخفضة منذ بداية عام 2025

وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.2% على أساس سنوي خلال الربع الأول، مقارنة بتقديرات أولية لانكماش نسبته 0.3%، وذلك بعد نمو نسبته 2.4% في الربع الأخير من العام الماضي. كما ارتفع عدد طلبات إعانة البطالة الجديدة بشكل فاق التوقعات، في حين تشير المؤشرات إلى ارتفاع معدل البطالة في مايو، رغم استمرار تعافي سوق العمل

تأثير سياسات ترامب والمشهد الاقتصادي

يرى الاقتصاديون أن حالة عدم اليقين الناتجة عن السياسة التجارية الصارمة التي يتبعها الرئيس ترامب تُعقّد من خطط الشركات وتؤثر على قرارات التوظيف والاستثمار، رغم محاولات أصحاب العمل الاحتفاظ بالموظفين بعد أزمة الجائحة. وقد ساهمت هذه المعطيات في تغيير المزاج العام في الأسواق، خاصة بعد قرار المحكمة الفيدرالية الذي أبطل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، معتبرًا أن الرئيس تجاوز صلاحياته. وقد أطلق على هذا القرار اسم “يوم التحرير”، ما دفع المستثمرين إلى زيادة إقبالهم على الأصول عالية المخاطر على أمل عدم تنفيذ الرسوم عند انتهاء المهلة في يوليو

مخزونات النفط الأمريكية وترقب قرارات أوبك+

على صعيد المخزونات، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي يوم الأربعاء تراجعًا في مخزونات الخام بمقدار 4.24 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى زيادة بنحو مليون برميل. وعادة ما تتماشى بيانات المعهد مع الأرقام الرسمية التي تصدر لاحقًا عن الحكومة

وقد أعادت هذه الأرقام الأمل في أن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة لا يزال قويًا رغم مؤشرات التباطؤ الاقتصادي. وتتجه الأنظار الآن إلى قرار تحالف أوبك+ المرتقب نهاية هذا الأسبوع بخصوص سياسة إنتاج شهر يوليو، حيث تشير التوقعات إلى احتمال الإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير