سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب فيها عن استعداد إيران للتفاوض
شارك
ارتفاع طفيف في أسعار النفط بعد تصريحات ترامب بشأن استعداد إيران للتفاوض
شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات الأربعاء، مدعومة بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمح فيها إلى استعداد إيران للجلوس على طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وذلك في أعقاب ستة أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية.
أداء أسعار النفط
أنهى خام غرب تكساس الوسيط تعاملات الأربعاء مرتفعًا بمقدار 30 سنتًا، أو بنسبة 0.4%، ليغلق عند 75.14 دولارًا للبرميل. كما صعد خام برنت العالمي بنحو 25 سنتًا، أو ما يعادل 0.25%، ليصل إلى 76.70 دولارًا للبرميل. يأتي هذا الارتفاع الطفيف عقب قفزة بأكثر من 4% في أسعار النفط يوم الثلاثاء، مدفوعة بالمخاوف من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
التصريحات الدافعة للسوق
وفي مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، صرّح ترامب بأن مسؤولين إيرانيين تواصلوا مع إدارته وأعربوا عن رغبتهم في إرسال وفد تفاوضي إلى واشنطن، واصفًا هذه الخطوة بأنها “شجاعة”. وأضاف: “الأمر ليس سهلًا عليهم، لكنهم أبدوا رغبة في التفاوض، بل واقترحوا الحضور إلى البيت الأبيض”.
ورغم هذه النبرة الإيجابية، لم يغلق ترامب الباب أمام الخيارات العسكرية، حيث أكد أنه لا يستبعد توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، مضيفًا: “ربما أُقدم على ذلك، وربما لا… لا أحد يعلم ما الذي سأقرره”، لكنه أشار إلى أن المسار التفاوضي لا يزال مطروحًا.
ويعد هذا التحول في لهجة ترامب لافتًا، لا سيما بعد تهديد مباشر وجهه للمرشد الإيراني علي خامنئي عبر منصة “تروث سوشيال” يوم الثلاثاء، وصفه خلاله بـ”الهدف السهل”، مؤكدًا أن “صبر واشنطن بدأ ينفد”.
من جهته، حذّر خامنئي في خطاب متلفز الأربعاء من “عواقب وخيمة” إذا شاركت الولايات المتحدة في الحملة العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن ذلك “سيلحق ضررًا لا يمكن إصلاحه”.
النفط بين التوترات الجيوسياسية وضغوط الدولار
أدت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، التي بدأت منذ يوم الجمعة الماضي، إلى دفع أسعار النفط للارتفاع بنحو 10% خلال الأسبوع، وسط مخاوف من تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة من الشرق الأوسط، أحد أبرز مناطق الإنتاج في العالم.
ومع ذلك، واجهت أسعار الخام بعض الضغوط بعد المكاسب القوية الأخيرة، مدفوعة بارتفاع الدولار الأمريكي، الذي سجل صعودًا حادًا عقب قرار الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وتأكيده على تبني موقف أكثر تشددًا في مواجهة التضخم.
توقعات الطلب والبيانات الاقتصادية
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التضخم قد يرتفع نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة التي تعتزم إدارة ترامب فرضها، مشددًا على أن أي خفض للفائدة سيكون مرهونًا بالبيانات الاقتصادية المستقبلية.
وتأتي هذه التصريحات بعد صدور بيانات ضعيفة هذا الأسبوع، أظهرت تراجع مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في مايو، ما يعكس مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، أكبر مستهلك للوقود عالميًا. ومع ذلك، يُتوقع أن يشهد الطلب على الوقود في الولايات المتحدة ارتفاعًا خلال الأشهر المقبلة مع دخول موسم السفر الصيفي