سجلت أسعار الذهب أداءً إيجابيًا خلال الأسبوع، مدعومة بإقبال المستثمرين على شراء الملاذات الآمنة في ظل اضطرابات تشهدها أسواق السندات

الذهب يستفيد من التوترات المالية الأمريكية ويحقق أفضل أداء أسبوعي منذ أبريل

أنهت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي على ارتفاع قوي، مدعومة بتزايد الطلب على الأصول الآمنة، في ظل اضطرابات في أسواق السندات الأمريكية وارتفاع المخاطر المالية المرتبطة بالدين العام

سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 1.7% ليصل إلى 3,350.76 دولارًا للأونصة، كما أغلقت عقود يونيو الآجلة على مكاسب مماثلة عند 3,350.69 دولارًا. وعلى مدار الأسبوع، حقق المعدن الأصفر صعودًا بنحو 5%، في أفضل أداء أسبوعي له منذ بداية أبريل

ويُعزى هذا الارتفاع إلى موجة بيع مكثفة في سندات الخزانة الأمريكية، ما أدى إلى ارتفاع حاد في العوائد وانخفاض قيمة الدولار. هذه التحركات جاءت في سياق مخاوف متزايدة من ارتفاع مستويات الدين الأمريكي، خاصة بعد أن خفّضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة، ما زاد من قلق المستثمرين بشأن الاستدامة المالية على المدى الطويل

وتفاقمت هذه المخاوف بعد تمرير مشروع قانون ضريبي وإنفاقي جديد بدعم من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، يتوقع محللون أن يضيف أكثر من 3 تريليونات دولار إلى الدين العام خلال العقد المقبل

من جانب آخر، كشفت بيانات الجمارك الصينية عن ارتفاع كبير في واردات الذهب، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 11 شهرًا، مما يعكس استمرار الطلب القوي من الأسواق الآسيوية، رغم ارتفاع الأسعار إلى مستويات تاريخية

في المقابل، سجل الدولار الأمريكي تراجعًا أسبوعيًا، متأثرًا بضعف الثقة في السياسة المالية الأمريكية وارتفاع عوائد السندات. هذا التراجع عزز من جاذبية الذهب والسلع المقومة بالدولار، في وقت تتجه فيه الأسواق نحو تجنب الأصول عالية المخاطر، خاصة مع إعلان ترامب عن نية فرض رسوم جمركية مشددة على واردات أوروبية وعلى منتجات شركة آبل غير المُصنعة محليًا

بصورة عامة، تعكس هذه التحركات تزايد هشاشة الثقة في الاقتصاد الأمريكي، ما يدفع المستثمرين للتحوّط عبر الذهب، الذي يستعيد مكانته كأداة رئيسية لحماية الثروات في أوقات الضبابية المالية