رتفاع أسعار النفط بدعم من انتعاش واردات الصين وتخفيف الرسوم الجمركية

ارتفاع أسعار النفط مع بداية تعاملات الأسبوع بدعم من بيانات صينية إيجابية

سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا مع انطلاق تعاملات الأسبوع، متعافية من أدنى مستوياتها الأخيرة، وذلك في أعقاب صدور بيانات قوية حول واردات الصين من الخام. إلا أن استمرار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب توقعات بتباطؤ الطلب العالمي، ما يزالان يشكلان عوامل ضغط على السوق

تحركات أسعار النفط

خلال تعاملات يوم الاثنين، صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو بنسبة 1.3% لتسجل 65.61 دولارًا للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.4% لتصل إلى 62.34 دولارًا للبرميل

عوامل مؤثرة على أسعار النفط

دعمت بيانات التجارة الصينية أسعار النفط، إذ أظهرت أن واردات الصين من النفط الخام خلال مارس شهدت انتعاشًا حادًا مقارنة بالشهرين السابقين، وارتفعت بنحو 5% على أساس سنوي، في إشارة إلى تعافي الطلب من جانب أكبر مستورد للنفط في العالم عقب فترة من التباطؤ الاقتصادي

كما ساهم إعلان البيت الأبيض عن إعفاء بعض الواردات الإلكترونية الصينية من الرسوم الجمركية المشددة — والتي بلغت 145% — في تهدئة نسبية للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن هذا الاستثناء مؤقت، مع خطط لفرض رسوم جديدة على الإلكترونيات في الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى استمرار رسوم جمركية أخرى بنسبة 20% على الصين

في المقابل، ردّت بكين الأسبوع الماضي بفرض رسوم انتقامية بنسبة 125% على الواردات الأمريكية، ما مثّل تصعيدًا جديدًا في الحرب التجارية الممتدة منذ سنوات بين الطرفين

توقعات السوق والتحديات القادمة

رغم الصعود الأخير، لا تزال أسعار النفط قريبة من أدنى مستوياتها في أربع سنوات، بعدما فقد خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط نحو 10 دولارات للبرميل منذ بداية الشهر الحالي، وسط مخاوف من تباطؤ الطلب واضطرابات تجارية متصاعدة

وتوقع “جولدمان ساكس” في تقرير له تراجع أسعار النفط تدريجيًا حتى نهاية العام الحالي وخلال 2026، بفعل تزايد مخاطر الركود وارتفاع المعروض من مجموعة “أوبك+”، مرجحًا أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 63 دولارًا، وخام غرب تكساس الوسيط إلى 59 دولارًا للبرميل خلال ما تبقى من 2025، على أن يتراجع المتوسط إلى 58 و55 دولارًا للبرميل على التوالي في 2026

من جانب آخر، لا يزال الرئيس ترامب يسعى إلى خفض أسعار الطاقة ضمن خطته للحد من التضخم، إذ دعا مرارًا منظمة “أوبك” والسعودية إلى زيادة الإنتاج، وهي مطالب لم تلق استجابة كاملة حتى الآن. ومن المقرر أن تصدر “أوبك” هذا الأسبوع تقريرها الشهري، والذي قد يقدم مؤشرات جديدة عن مسار الإنتاج والأسعار

كذلك أعلن ترامب عن نية الإدارة الأمريكية تعزيز إنتاج الطاقة محليًا، ما قد يرفع الإمدادات بشكل كبير على المدى البعيد، رغم أن الأسواق لا تتوقع تأثيرًا سريعًا على المعروض في ظل الحاجة لاستثمارات ضخمة ووقت كافٍ لتوسيع قدرات البنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة