جني الأرباح يبدد المكاسب الكبيرة للذهب في يوم التحرير الأمريكي
الهبوط الحاد للدولار، مخاوف الركود التضخمي، وتحول تهديدات ترامب إلى واقع ملموس، كانت ثلاثية دفعت الذهب إلى تسجيل قمة تاريخية جديدة أمس، حيث بلغت العقود الفورية للذهب 3,167.7 دولار للأوقية، فيما وصلت العقود الآجلة إلى 3,201 دولار للأوقية
لكن هذا الصعود القوي لم يدم طويلًا، إذ واجه موجة من جني الأرباح دفعت الأسعار إلى التراجع اليوم، لينخفض الذهب الفوري بنسبة 1.4% إلى 3,089 دولارًا للأوقية، فيما تراجعت العقود الآجلة بنسبة 1.77% إلى 3,111 دولارًا. في الوقت ذاته، سجل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا حادًا بنسبة 1.9% ليصل إلى 101.5، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2024. كما تشير العقود الآجلة لمؤشرات وول ستريت إلى تراجعات جماعية، في أعقاب “يوم التحرير الأمريكي” الذي أعلنه ترامب، والذي شهد فرض تعريفات جمركية شاملة لا تقل عن 10% على الواردات العالمية
الذهب بين الصعود وجني الأرباح
جاء هذا الارتفاع الحاد مدفوعًا بموجة شراء استثمارية قوية، إلى جانب ضعف الدولار الأمريكي، الذي سجل انخفاضًا كبيرًا مقابل سلة العملات. ووفقًا للمحللين، فإن هذا الزخم الصعودي يعكس “عاصفة مثالية” من العوامل الداعمة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، الشكوك الاقتصادية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية للذهب عالميًا
جاء إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية ليعزز معنويات السوق، مع فرض حد أدنى لتعريفة بنسبة 10% على جميع الواردات، إضافةً إلى تعريفات خاصة على بعض الدول؛ حيث تواجه الصين رسومًا بنسبة 34%، اليابان 24%، فيتنام 46%، ودول الاتحاد الأوروبي 20%، بينما ستُفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على جميع السيارات المصنعة في الخارج. وأكدت الإدارة الأمريكية أن هذه الإجراءات دخلت حيز التنفيذ فورًا
ويرى الاقتصاديون أن هذه التعريفات ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة في قطاعات متعددة، ما سيؤثر على سلاسل التوريد وأسعار المستهلكين. يأتي هذا التغيير في السياسة الجمركية في وقت حساس، حيث أظهرت بيانات التصنيع مؤشرات تباطؤ، إلى جانب أرقام التوظيف المتواضعة هذا الأسبوع
وفي ظل هذه التطورات، يترقب المستثمرون التأثير التضخمي المحتمل لهذه الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة، والذي قد يكون مفتاحًا لتوجهات السياسة النقدية القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي