تراجع حاد في أسعار الذهب.. خسائر تفوق 1.7% بفعل تأثير سياسة الفيدرالي الأمريكي
شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث هبطت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1.7% لتسجل 3,322.47 دولارًا للأوقية، في حين تراجع سعر الذهب الفوري بنفس النسبة إلى 3,270 دولارًا للأوقية. كما لم تسلم الفضة من الخسائر، إذ انخفضت بنسبة 3.03% إلى 37.128 دولارًا للأونصة
قرار الفيدرالي يُشعل الأسواق
صوّت مجلس الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، رغم انتقادات الرئيس السابق دونالد ترامب ومعارضة اثنين من الأعضاء البارزين، ميشيل بومان وكريستوفر والار، اللذين طالبا ببدء خفض الفائدة في ظل مؤشرات على تراجع التضخم وتباطؤ سوق العمل. وجاء التصويت بنتيجة 9 أصوات مقابل 2 لصالح التثبيت، مما أبقى النطاق المستهدف للفائدة بين 4.25% و%4.5
وتُعد هذه هي المرة الأولى منذ عام 1993 التي يُبدي فيها أكثر من محافظ فيدرالي اعتراضًا صريحًا على قرار السياسة النقدية
إشارات حذرة في بيان الفيدرالي
البيان الرسمي الصادر عقب الاجتماع لم يحمل تغييرات كبيرة في تقييم الفيدرالي للوضع الاقتصادي، لكنه أشار إلى تباطؤ في نمو النشاط الاقتصادي خلال النصف الأول من العام، مع استمرار البطالة عند مستويات منخفضة، وسوق عمل قوي، بينما التضخم “لا يزال مرتفعًا إلى حد ما”
وأشار البيان إلى أن مستوى عدم اليقين لا يزال “مرتفعًا”، مقارنة بتقييم شهر يونيو الذي رأى أن حالة عدم اليقين بدأت تتراجع
الأنظار تتجه إلى خطاب باول
رئيس الفيدرالي جيروم باول، الذي تحدث لاحقًا في مؤتمر صحفي، لم يستبعد خفض الفائدة في الاجتماع المقبل في سبتمبر، لكنه لم يمنح الأسواق تأكيدًا حاسمًا. وأوضح أن معظم التوقعات على المدى الطويل لا تزال متوافقة مع هدف التضخم عند 2%، كما قلل من تأثير التعريفات الجمركية المرتفعة، معتبرًا أنها قد تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار
الأسواق بين الحذر والتفاؤل
ورغم نبرة التثبيت، لا تزال الأسواق تتوقع أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة في سبتمبر، خصوصًا إذا استمرت البيانات الاقتصادية في التباطؤ. ووفقًا لأداة سي إم اي ،فيد ووتش فإن أغلب التوقعات تشير إلى تيسير نقدي قادم، وإن لم يكن خلال الشهر الجاري.
كريس زاكاريلي، كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة أصول نورثلايت ، قال إن إشارات باول تميل إلى خفض محتمل للفائدة قريبًا، بينما رأى جيفري روتش من إل بي إل المالية أن الفيدرالي قد يتجه لخفض الفائدة ربع نقطة في سبتمبر إذا استمرت الظروف الاقتصادية بالتدهور.
التضخم والتعريفات.. تحديات مستمرة
وأشار باول إلى أن المستهلكين بدأوا بالفعل يشعرون بآثار ارتفاع الرسوم الجمركية، وأن الشركات قد لا تكون قادرة دائمًا على تمرير التكاليف إليهم. وعلى الرغم من تصاعد الضغوط، أكد أن المستهلك الأمريكي لا يزال في وضع مالي جيد
في المجمل، جاءت قرارات وتصريحات الفيدرالي لتزيد من حذر المستثمرين، مما ضغط على أسواق المعادن الثمينة وأدى إلى موجة بيع قوية، خصوصًا في الذهب والفضة، وسط ترقب لما ستؤول إليه السياسة النقدية في الأشهر المقبلة