تراجع أسعار النفط بفعل مخاوف من تخمة المعروض والركود الاقتصادي في الولايات المتحدة

شهدت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا في بداية التعاملات الأمريكية يوم الخميس، متأثرةً بتباطؤ الزخم بعد تعافيها من أدنى مستوياتها الأخيرة، وسط استمرار القلق بشأن ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة وارتفاع الإنتاج العالمي

تحركات العقود الآجلة للنفط

خلال تداولات الخميس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت، المقرر انتهاء صلاحيتها في مايو، بنسبة 0.8% لتصل إلى 70.40 دولارًا للبرميل. كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.9% إلى 67.07 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:33 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (13:33 بتوقيت غرينتش)

أبرز العوامل المؤثرة على الأسعار

انتعشت أسعار النفط الخام هذا الأسبوع من أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات، مدعومةً بانخفاض التضخم الأمريكي وضعف الدولار. كما ساهم التراجع الكبير في مخزونات البنزين الأمريكية في تهدئة المخاوف بشأن تباطؤ الطلب. ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط تعاني من خسائر حادة منذ بداية عام 2025، في ظل قلق المستثمرين من تراجع الطلب العالمي بسبب تصاعد التوترات التجارية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين

التوترات التجارية وتأثيرها على السوق

أثارت التهديدات التجارية الأخيرة مزيدًا من المخاوف في الأسواق، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على واردات الكحول من الاتحاد الأوروبي، ردًا على الإجراءات المضادة التي فرضها الاتحاد على الصلب والألمنيوم. هذا التصعيد يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، مما قد يؤثر على توقعات الطلب على النفط

زيادة الإنتاج ومخاوف التخمة النفطية

في سياق آخر، أعلنت منظمة “أوبك+” في تقريرها الشهري الصادر الأربعاء أن إنتاجها ارتفع بمقدار 363 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 41.01 مليون برميل يوميًا في فبراير، مع بدء إنهاء تخفيضات الإنتاج التي استمرت لعامين. قادت كازاخستان هذا الارتفاع، فيما تستعد المجموعة لزيادة إنتاجها بشكل أكبر في أبريل، مما يعزز المخاوف من تخمة المعروض النفطي، خاصةً مع التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي قد يؤدي إلى انخفاض الطلب

التوقعات المستقبلية

رغم أن انخفاض التضخم الأمريكي قد منح الأسواق بعض الارتياح وأثر على قوة الدولار، إلا أن المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة لا تزال قائمة. كما أن السياسات التجارية المتشددة للرئيس ترامب تجاه الصين – أكبر مستورد للنفط في العالم – تزيد من احتمالات التأثير السلبي على الطلب العالمي على الخام