انخفاض أسعار النفط مع استمرار الأسواق في مراقبة تحركات الفيدرالي وأزمة أوكرانيا

تراجع أسعار النفط قبيل اجتماع الفيدرالي الأميركي

انخفضت أسعار النفط يوم الاثنين، مع متابعة المستثمرين لمستجدات محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا، في وقت تتجه فيه الأسواق لتسعير احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة خلال اجتماع هذا الأسبوع.

تداولات النفط الخام

خلال جلسة الاثنين، تراجعت عقود خام برنت المستقبلية بمقدار 1.26 دولار أو ما يعادل 1.98% لتغلق عند 62.49 دولارًا للبرميل، في حين انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 1.20 دولار أو 2% لتستقر عند 58.88 دولارًا للبرميل. ويُذكر أن كلا العقود قد أنهت جلسة الجمعة عند أعلى مستوياتها منذ 18 نوفمبر.

العوامل المؤثرة على السوق

تشير البيانات إلى أن الأسواق تسعر احتمال 84% لخفض ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي المزمع يومي الثلاثاء والأربعاء، فيما أشارت تصريحات بعض أعضاء المجلس إلى أن الاجتماع قد يكون من أكثر الاجتماعات جدلًا منذ سنوات، مما يزيد من تركيز المستثمرين على توجهات السياسة النقدية والديناميكيات الداخلية للمجلس.

ويراقب المتداولون أيضًا الأحداث في واشنطن عن كثب، حيث من المتوقع أن يُعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس عند ختام الاجتماع يوم الأربعاء. ومن المرجح أن يدعم خفض أسعار الفائدة النشاط الاقتصادي ويعزز الطلب على الطاقة، مع الأخذ في الاعتبار أن السوق قد سبق واحتسب هذا الخفض إلى حد كبير. كما أن انخفاض قيمة الدولار الأميركي — الذي غالبًا ما يصاحب تخفيضات أسعار الفائدة — يجعل النفط الخام أرخص للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما قد يزيد من الطلب.

تطورات أوكرانيا وتأثيرها على النفط

على الصعيد السياسي، لا تزال محادثات السلام في أوكرانيا تحقق تقدمًا بطيئًا، مع استمرار الخلافات حول ضمانات الأمن لكييف والوضع القانوني للأراضي المحتلة من قبل روسيا. وتتباين وجهات النظر بين المسؤولين الأميركيين والروس بشأن مقترح السلام الذي قدمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقادة الأوروبيين في لندن يوم الاثنين.

ولم تُحرز الجولة الأخيرة من الوساطة التي شارك فيها ممثلون أميركيون أي تقدم يُذكر بين روسيا وأوكرانيا، إذ لا تزال المفاوضات متعثرة بسبب الخلافات حول الضمانات الأمنية للوضع في الأراضي المحتلة، ما يضيف ما يُعرف بعلاوة المخاطر إلى أسعار النفط. وفي المقابل، صرّح مبعوث الرئيس ترامب إلى أوكرانيا بأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا “وشيك للغاية”، ويعتمد على حل قضيتين رئيسيتين: مستقبل منطقة دونباس ومحطة زابوريزهيا للطاقة النووية.

تأثير السياسات الدولية على الإمدادات

في سياق متصل، تتفاوض دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي لاستبدال سقف السعر على صادرات النفط الروسية بحظر كامل على الخدمات البحرية، وهو ما قد يقلص إمدادات ثاني أكبر منتج عالمي للنفط. كما كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا، عضو منظمة أوبك، بما في ذلك عمليات ضد سفن قالت إنها حاولت تهريب المخدرات، مع مناقشات حول احتمال اتخاذ إجراء عسكري ضد الرئيس نيكولاس مادورو.

وفي الوقت نفسه، زاد المكررون المستقلون في الصين من شراء النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، مستفيدين من حصص الاستيراد الجديدة، ما ساهم في تخفيف فائض المعروض في السوق