النفط يواصل خسائره وينزل إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر مع تنامي مخاوف المعروض

انخفاض أسعار النفط لليوم الرابع على التوالي في تعاملات الخميس
واصلت أسعار النفط تراجعها يوم الخميس لتسجل خسائر للجلسة الرابعة على التوالي، متراجعة بنحو 2% إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر، وسط ضغوط من تزايد المخاوف بشأن فائض المعروض قبيل اجتماع تحالف أوبك+ المقرر عقده في عطلة نهاية الأسبوع.

تداولات الخام
انخفضت عقود خام برنت الآجلة بواقع 1.20 دولار أو بنسبة 1.8% لتغلق عند 64.15 دولار للبرميل بحلول الساعة 2:45 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1845 بتوقيت غرينتش)، وهو المستوى الأدنى منذ الثاني من يونيو. وفي المقابل، هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.30 دولار أو 2.1% ليصل إلى 60.48 دولار للبرميل، مسجلاً أدنى مستوى منذ 30 مايو.

العوامل المؤثرة على السوق
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء ارتفاع مخزونات الخام والمنتجات النفطية بالتزامن مع تراجع نشاط التكرير والطلب، في حين جرى خفض تقديرات استهلاك النفط لهذا العام بمتوسط 150 ألف برميل يومياً منذ يناير وحتى سبتمبر، مما زاد من المخاوف بشأن تخمة المعروض.

في الوقت نفسه، تشير تسريبات إلى أن تحالف أوبك+ يدرس اتفاقاً جديداً لزيادة الإنتاج بما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً في نوفمبر، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الزيادة المقررة لشهر أكتوبر، وذلك ضمن مساعي السعودية لتعزيز حصتها السوقية.

الضغوط السياسية والجيوسياسية
زاد الإغلاق الحكومي الأميركي، الذي بدأ يوم الأربعاء عقب فشل الكونغرس في تمرير قانون التمويل، من الضغوط على أسواق الطاقة، إذ يُتوقع أن يؤدي إلى تأجيل نشر بيانات اقتصادية رئيسية مثل تقرير الوظائف والتضخم، مما يحرم المستثمرين من مؤشرات أساسية لتقييم الطلب والسياسة النقدية. كما ساهم الجمود السياسي في تقويض شهية المخاطرة وزيادة الضغوط على السلع المرتبطة بالنمو العالمي.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، أكد وزراء مالية مجموعة السبع اعتزامهم اتخاذ إجراءات إضافية ضد روسيا عبر استهداف الكيانات التي تواصل شراء نفطها، فيما ذكرت مصادر لرويترز أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لتنفيذ ضربات بعيدة المدى تستهدف منشآت الطاقة الروسية، من مصافٍ وخطوط أنابيب، بهدف تقليص إيرادات موسكو النفطية.

ورغم القلق من احتمالات تعطل الإمدادات الروسية، فإن غياب أي انقطاع فعلي حتى الآن حدّ من تأثير هذه المخاوف على الأسعار. في المقابل، ساعدت مشتريات الصين لتعزيز مخزوناتها الاستراتيجية، إلى جانب استئناف خط أنابيب كولونيال الأميركي تشغيله بعد توقف قصير، في تقليص خسائر السوق نسبياً