النفط يواصل الصعود بدعم من التوترات الروسية الأوكرانية وغموض الاتفاق النووي الإيراني، ما يضغط على آفاق العرض

النفط يسجل أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية وتعثر المحادثات النووية

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مواصلةً مكاسبها القوية التي سجلتها في الجلسة السابقة، في ظل تصاعد المخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات نتيجة استمرار التوترات الجيوسياسية، لا سيما بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الغموض الذي يكتنف مستقبل الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران

تحركات الأسعار

سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 1.2% لتبلغ 65.41 دولارًا للبرميل، في حين صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.4% لتصل إلى 63.40 دولارًا للبرميل، وسط تحركات مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية مؤثرة

عوامل السوق الرئيسية

جاء هذا الارتفاع بعد أن قفز النفط بنحو 3% يوم الاثنين، عقب قرار منظمة “أوبك+” الإبقاء على زيادة إنتاج شهر يوليو عند 411 ألف برميل يوميًا، وهو مستوى أدنى من التوقعات، ما خفف من الضغوط على الأسعار

في المقابل، زادت الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران، بعدما أفاد مسؤول إيراني رفيع بأن بلاده تستعد لرفض مقترح أمريكي مطروح. كما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وهو ما يُعد نقطة خلاف جوهرية

وكان من شأن التوصل إلى اتفاق أن يسمح بعودة صادرات النفط الإيرانية المعطلة بسبب العقوبات الأمريكية، غير أن استمرار تعثر المحادثات يبقي هذه العقوبات قائمة، ما يحد من حجم الإمدادات العالمية

توترات إضافية تضغط على السوق

في سياق متصل، أفادت تقارير بأن مشرعين أمريكيين يدرسون فرض عقوبات أكثر صرامة على قطاع الطاقة الروسي، مع استهداف محتمل للمشترين الرئيسيين للنفط الروسي، وعلى رأسهم الصين والهند. وتأتي هذه التوجهات في ظل عدم إحراز تقدم يُذكر في محادثات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، إذ ربطت روسيا إنهاء الحرب بتنازلات إقليمية كبيرة من جانب أوكرانيا، بينما فشلت محادثات السلام الأخيرة التي عُقدت يوم الاثنين في تحقيق أي اختراق يُذكر، خاصة بعد هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على عمق الأراضي الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع

ورغم دعوات الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار، إلا أن موسكو لم تُبدِ أي تجاوب يُذكر، مما يعزز فرص فرض مزيد من العقوبات الأمريكية خلال الفترة المقبلة

دعم إضافي من كندا

وعززت حرائق الغابات الواسعة في مقاطعة ألبرتا الكندية، أحد أبرز مراكز إنتاج النفط في البلاد، من زخم الأسعار، حيث تسببت في توقف نحو 350 ألف برميل يوميًا من الإنتاج، ما يعادل حوالي 7% من إجمالي إنتاج النفط الكندي، مما يُضيف ضغوطًا إضافية على جانب العرض في الأسواق العالمية