النفط ينهي التداولات على ارتفاع مع ترقب الأسواق لتطورات الإمدادات العالمية.

تعافي أسعار النفط الخام وسط متابعة الأسواق لتطورات النزاع التجاري بين واشنطن وبكين

ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الثلاثاء، لتعوض جزءًا من خسائرها السابقة بعد أن هبطت إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر خلال الجلسة الماضية. جاء التعافي مع إعادة المستثمرين تقييم توقعاتهم بشأن وفرة المعروض، في الوقت الذي واصلت فيه الأسواق مراقبة تطورات النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط في العالم.

تداولات النفط الخام
اختتمت عقود خام برنت الآجلة تعاملات الثلاثاء مرتفعة بمقدار 31 سنتًا أو 0.5% لتغلق عند 61.32 دولارًا للبرميل، بينما صعدت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط لتسليم نوفمبر — التي انتهى تداولها عند التسوية — بمقدار 30 سنتًا أو ما يعادل 0.5% لتغلق عند 57.82 دولارًا للبرميل.

العوامل المؤثرة في السوق
كان الخامان القياسيان قد تراجعا في جلسة الاثنين إلى أدنى مستوياتهما منذ أوائل مايو، متأثرين بزيادة الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية، واستمرار منظمة أوبك وحلفائها في خطط رفع الإمدادات، مما عزز المخاوف من وفرة المعروض في الأسواق. ومع ذلك، فإن تراجع مخزونات النفط والوقود المكرر في الولايات المتحدة ساعد على الحد من الضغوط السعرية، وفق ما ذكره بيارني شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك SEB.

في المقابل، ما زال النزاع التجاري بين واشنطن وبكين يثير المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي واحتمال تراجع الطلب على الطاقة. إلا أن جهود التهدئة بين الجانبين ساهمت في الحد من المخاوف، إذ صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل، بأنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع الصين.

تطور منحنيات الأسعار
بدأت منحنيات العقود الآجلة لكل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط في التحول نحو نمط “الكونتانغو”، حيث تكون الأسعار الفورية أدنى من الأسعار المستقبلية، ما يعكس وفرة المعروض وضعف الطلب في المدى القصير. ولا يزال المحللون منقسمين حول مدى عمق هذا الاتجاه.

وأشارت الوكالة الدولية للطاقة في وقت سابق إلى أن الفائض المتوقع في المعروض خلال العام المقبل قد يدفع السوق نحو ما يُعرف بـ“السوبر كونتانغو”، إلا أن هذا السيناريو لم يتحقق بعد. وأوضح عدد من المحللين أن سوق النفط تشهد وفرة في الإمدادات لكنها لا تزال بعيدة عن حالة التخمة الحقيقية، متوقعين أن تستقر الأسعار قرب مستوياتها الحالية ما لم تتفاقم التوترات التجارية مجددًا.

المخزونات الأمريكية والاحتياطي الإستراتيجي
أظهر استطلاع أولي أجرته وكالة رويترز يوم الاثنين أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ربما ارتفعت خلال الأسبوع الماضي، في إشارة إلى استمرار ضغوط الإمدادات. وأوضح بعض المحللين أن تراكم المخزونات بات واقعًا ملموسًا، ما قد يضغط على الأسعار ويدفع السوق نحو كونتانغو أعمق.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة بلومبرغ بأن الولايات المتحدة تخطط لشراء مليون برميل من النفط الخام لتعزيز احتياطياتها الإستراتيجية (SPR)، في خطوة يُتوقع أن يكون تأثيرها محدودًا على موازنة العرض والطلب في الأجل القصير